عمليات جهادية

الذكرى ال36 على عملية تبادل الأسرى «الجليل»

الذكرى ال36 على عملية تبادل الأسرى «الجليل» والتي تمت في 20 أيار/مايو 1985، عمليه التبادل الأكثر نوعيه.

ففي 4/9/1982 قامت مجموعه تابعه لحركة حركة فتح برئاسة الزعيم الخالد ياسر عرفات «أبو عمار» بالهجوم على موقع لقوات الاحتلال في منطقة الجبل اللبناني ونتج عن هذه العملية أسر جميع من كان يتواجد في الموقع من الجنود ولم يبد الجنود في تلك العملية أية مقاومة تذكر لدرجة أنه قيل حينها أنهم لو أطلقوا طلقة واحدة أو صرخوا لسمعهم من تواجد في الموقع القريب منهم وجاءوا لإنقاذهم.

عملية تبادل الأسرى عام 1985م، التي أجرتها «القيادة العامة» كونها مرتبطة بأحداث الغزو الصهيوني في لبنان عام 1982، بعد نجاح المقاومة في أسر 3 جنود إسرائيليين خلال الحرب، وكان أول أسير هو الجندي «حازي شاي» والذي تم أسره في معركة السلطان يعقوب أثناء الاجتياح لجنوب لبنان في تاريخ 11/6/1982 أي بعد عدة أيام من الغزو.

وفي ذلك التوقيت واجه العدو الصهيوني مشكلة استخبارية لمعرفة تواجد الجندي، كما الحال كان بحوزة «القيادة العامة» جنديان أخذتهم من حركة فتح، وهما يوسف جاروف، ونسيم سالم، اللذان تم أسرهما في 4/9/1984، خلال معركة قُرب منطقة (بحمدية) في جنوب لبنان.

بدأت المفاوضات لإطلاق سراح هؤلاء الأسرى في عام 1984 بطلب من الصليب الأحمر وأحد المستشارين الألمان الذي اجتمع سرًا برئيس وزراء الاحتلال الأسبق، شمعون بيرز.

وكان أول اعتراف للقيادة العامة باحتجاز الجنود بعد انضمام الخبير في شؤون تبادل الأسرى النمساوي «هربرت امري» مدير مكتب المستشار النمساوي الذي أشرف على عملية التبادل عام 1983 والتي جرت بين حركة فتح و«الكيان الصهيوني».

كما بدأت «القيادة العامة» بالاتصال بمناضلين معتقلين في السجون الصهيوني عبر المسؤول القيادي حافظ الدلقموني، ولقد عينت القيادة العامة الشيخ محمد ابو طير، مسؤولا للجان في السجون.

وامتازت العملية بخضوع الكيان الصهيوني لشروط القيادة العامة، حيث الخروج الاختياري للمناضلين داخل الوطن وخارجه، وقد اختار 294 مناضلًا للسفر إلى ليبيا و151 نقلوا إلى سوريا، فيما عاد 605 إلى داخل فلسطين.

وشكلت العملية منعطفًا في فهم عملية التفاوض مع الكيان الإسرائيلي، وتجلت بالمواقف الإنسانية الراقية حينما رفضت «إسرائيل» إطلاق سراح «كوزو اكوموتو» الياباني، في مقابل ذلك الافراج عن العشرات من المناضلين، فرفضت القيادة العامة وأجلت الاتفاق أكثر من مرة، إلى أن رضخت «إسرائيل».

ولعل هذه الذكرى في ظل خوض مناضلينا إضرابهم المفتوح عن الطعام داخل السجون لليوم الـ34 على التوالي، دعوة  للوحدة والالتصاق والاهتمام لقضايا الحركة الوطنية الأسيرة، حتى يتحرر أخر مناضل في سجون الاحتلال.

زر الذهاب إلى الأعلى