الذكرى ال21 لاستشهاد الطفلة نورا شلهوب
الاستشهادية نورا شلهوب تأثرت بأحداث الانتفاضة وخاصة انتفاضة الأقصى, وتعلقت بالشهداء والاستشهاديين
فكانت تجمع صور الشهيدين عامر منصور الحضيري و فواز البدران اللذان اغتيلا على يد الغدرالصهيوني
وأكثر من أثرفيها استشهاد القائد الشهيد محمود أبو هنود .
نشأة الاستشهادية نورا
الطفلة نورا من مدينة طولكرم البالغة من العمر 15 سنة من عائلة مكونة من أب وأم وخمسة إخوة
نشأت وترعرعت في بيت ملتزم,عرف عنها حبها الشديد للقدس والأقصى .تميزت بالذكاء والتفوق
منذ الصغروكانت محبوبة جداً في مدرستها ولدى زميلاتها ومعلماتها فكل من عرفها أحبها، التزمت
بالزي الشرعي لحبها الشديد لدينها فقد كانت ممن يحفظ من القرآن ، وشاركت في العديد من
الأنشطة الإسلامية داخل المدرسة رغم صغر سنها .
كانت “نورا” تسير في شوارع طولكرم ترتدي زي المدرسة الأخضر، والحجاب الأبيض يلف وجهها البريء،
تحمل أدواتها المدرسية ودفتر أشعارها الصغير، وفي طريقها إلى المدرسة الذي تسلكه كل يوم،
ذهاباً وعودة، كانت تراقب جنود الاحتلال عن كثب وهم يمرون في شوارع المدينة بزيهم وأسلحتهم الشرهة للقتل .
واعية سياسياً
برغم ضغر سنها إلا انها كانت واعية سياسياً مثقفة ،مدركة للأحداث والتطورات وما يحاك ضد هذا الشعب
من مؤامرات كانت محبة للمطالعة وتتابع نشرات الأخبار باستمرار وكذلك الصحف .
عشية تنفيذ “نورا” عمليتها الاستشهادية أدت صلاة العشاء ليلةالأحد 24ـ4 ـ 2002م وقبلت والدتها
ووالدها، وداعبت أشقائها، ودخلت إلى غرفتها حيث اعتقد الجميع أنها ستنام ككل ليلة لكن تلك
الليلة كانت مختلفة.
وقفت نورا أمام ملصق معلق في غرفتها لأحد القادة الشهداء ثم جلست عل ىمكتبها وكتبت رسالة
إلى أهلها وكل أبناء وطنها فلسطين.
وصية الشهيدة نورا
كتبت الاستشهادية نورا “إن الاحتلال تمادى في عدوانه وجرائمه ضد الشعب الفلسطيني بكافة
الأشكال وآن الأوان لتلقينه رسالة واضحة ليعلم أنه لا أمن له في أرضنا“.
وأوصت زميلاتها في المدرسة خيرا بالوطن, وأوصت المدرسات بتربيةالطالبات والطلبة على حب الوطن.
وفي ختام وصيتها أكدت نورا أنها تهدي ماقررت أن تفعله لعدد من الشهداء منهم: فواز بدران، عامر الحضيري،
رائد الكرمي، فراس الجابر، ود. ثابت ثابت، وجميعهم تم اغتيالهم على يد قوات الاحتلال، كما أهدتها إلى
كافة الشهداء والجرحى.
موعد مع الشهادة
في منتصف ليلة 25\4\2002 خرجت نورا من منزلها وهي تحمل شيئاً لامعاً معها متسللة بخفة وهدوء لتستقل
سيارة أجرة إلى قرية فرعون المجاورة، ومنهناك سارت مشياً على الأقدام بين الحقول إلى أن وصلت
حاجز “الطيبة” العسكري، وعلى بعد حوالي كيلومترين حيث يتمركز جنود الاحتلال، وما إن اقتربت حتى
استجمعت كل ماتملك من شجاعة وقوة وإقدام وإباء، واستلت سكينها الحاد ذا النصل اللامع محاولة
طعن أحد الجنود الصهاينة، إلا أن بقية الجنود سارعوا لفتح نيران أسلحتهم الرشاشة صوب جسدها
الصغير فارتقت شهيدة كريمة أبية.
والد الشهيدة
والد الشهيدة نورا فوجئ بنبأ استشهاد ابنته من أحد أصدقائه العاملين في أحد أجهزة السلطة
الفلسطينية ولدى بحثه في غرفتها وجد الوصية التي تركتها.
رغم الألم الذي عصف بوالدها الدكتور جمال شلهوب إلا أنه يؤكد أنه فخور بها وأنه يرفع رأسه عالياً
بما حاولت أن تقدمه نوراً من نموذج حي للإنسان الفلسطيني، مشيراً إلى أن مشاعر الناس لا تستطيع
أن تتحكم فيها المدافع والطائرات التي لا ترهبهم، بل تجعلهمأكثر إيماناً بضرورة المقاومة والجهاد حتى
إنهاء الاحتلال وتحرير الأرض والمقدسات.
وكان آخر ما نطق به الأب من كلمات تفسيراً لصنيع ابنته قوله أنها “كانت طفلة متفوقة وجميلة ومرهفة
الإحساس وربما لأنها كانت كذلك فعلت ما فعلته ورحلت, كانت تتمنى الشهادة حتى نالتها“.
أما والدة الشهيدة نورا فقد رفعت وصية ابنتها بيدها، وعيناها تذرفان الدمع المدرار، وشرعت في
قراءة ما كتبته ابنتها الصغيرة التيحولها الاحتلال كما تقول من طالبة برئية تلبس زي المدرسة الأخضر
إلى مقاومة صغيرة،حاولت أن تقتص من جنود الاحتلال الذين حولوا أحلامها الوردية إلى كابوس.
ومضت الأم تقول: “كانت نورا رقيقة المشاعر، تفرح لفرحي وتحزن لحزني وتغضب لغضبي،
ولاتتركني حتى تمسح الحزن والغضب عني لذا سأذكرها ما حييت“.
.