شهداء فلسطينقصص الشهداء

الذكرى ال17لاستشهاد القائد أحمد سليمان رداد

الشهيد القائد أحمد سليمان رداد

ميلاد القائد

ولد الشهيد القائد أحمد سليمان فريد رداد في تاريخ 6-7-1974م، في بلدته صيدا قضاء طولكرم،

ودرس في مدارسها حتى الصف العاشر نشأ ناشطا في الجماعة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة

الجهاد الإسلامي حتى تم اعتقاله ليحرم من مواصلة تعليمة والحصول على شهادة الثانوية العامة

إلا من خلف القضبان داخل أقبية وزنازين الاحتلال الصهيوني.

الشهيد القائد أحمد رداد كانت حياته مليئة بالأمل والمثابرة وكان مثالياً، حنوناً وطيب وعلاقاته طيبة

جداً مع الآخرين .

التحاقه بصفوف السرايا

نشط الشهيد القائد أحمد رداد في صفوف سرايا القدس منذ الانتفاضة الأولى ولاحقته قوات الاحتلال

الصهيوني منذ بداية انتفاضة الأقصى على خلفية دوره ونشاطه في صفوف الحركة وجناحها العسكري.

وقد اعتقل الشهيد القائد رداد ثانية في العام 1997 وقضى بضعة أشهر خلف القضبان، وما كاد يتنشق

أنسام الحرية حتى يعاد اعتقاله وهذه المرة في سجون السلطة الفلسطينية، وبعد وساطات شديدة

يتم الإفراج عنه.

حياة المطاردة

غادر الشهيد بلدته صيدا في مدينة طولكرم عام 2004 ولا يعود إليها ويقضي وقته متنقلا بين طولكرم

وجنين والأحراش المحيطة بالمدينتين يقاسي برد الشتاء وحرارة الصيف في الجبال التي أصبحت منزله

وشوقه يشده إلى أبنائه وأسرته والذين يصبح لقاؤهم حدثا يخطط له بتدبر ويحتاج أياما للتحضير للقائهم

ليسترق النظر إلى أطفاله أو يلقى نظرة على أهله وسط جو مشحون من الترقب بين الأشجار أو في

احد البيوت المهجورة ولمزيد من الاحتياطيات ينتقل رداد وأسرته من سكن سري إلى آخر حتى يمحي

أثاره أمام أعين من يتربصون به من الأعداء وأعوانهم .

وتكررت محاولات اغتيال رداد، فقد أدرج اسمه من بين المطلوبين للتصفية ونجا بالفعل من عدة محاولات،

وبعد أن استقر به المطاف في مدينة نابلس وأصبح أسداً من أسودها ومدافعاً عنها واصل عطاءه المتدفق

ليبني نواة خلية ضاربة تقتحم الأهوال وتنفذ ضربتها القاصمة في عمق العدو وكل هذا في سرية كاملة

وتكتم منقطع النظير.

اللحظات الأخيرة

حقيقة أنها لحظات صعبة ولا وصف لصعوبتها عندما يقتل أب أمام زوجته وأطفاله بدم بارد حيث روت زوجة

الشهيد احمد رداد اللحظات الأخيرة في حياتهِ وبعيون دامعة قالت “أم ساجد” ‘قوات الاحتلال تتلذذ بالقتل،

وحرمان الأطفال من حنان آبائهم كما حصل مع أطفالنا الثلاثة .

وكانت قوة كبيرة من جيش الاحتلال والوحدات الخاصة توغلت في نابلس بعد منتصف الليل الموافق 7 – 2 –

2006م وأقامت العديد من الكمائن والنقاط العسكرية في حي رفيديا حيث تقع بناية الأشقر التي تبين أن

قائد سرايا القدس، الشهيد رداد كان يقيم فيها.

وتقول زوجته : أمرني زوجي بالخروج أنا والأطفال ليبقى وحده داخل المنزل، فعلنا ذلك، وتلقينا معاملة

سيئة من قبل عناصر جيش الاحتلال الذين زجوني في البداية في جيب عسكري، والأطفال يرتجفون من

البرد القارس ويصرخون .

وأضافت : سألني ضابط المخابرات صارخا: من في الداخل؟: فقلت له لا يوجد أحد، لكنه هددنيِ وقال قولي

الحقيقة أحمد بالداخل؟ فصممت على موقفي، وعندما حاولوا دخول المنزل اشتبك الشهيد معهم.

وأوضحت ان الجنود اقتادوها وأطفالها الثلاثة إلى إحدى الغرف بعمارة مجاورة لتحاصرهم بداخلها مجموعة

منهم، ويأمرهم ضابط برسم مخطط يظهر مداخل ومخارج المنزل، وتقسيماته الداخلية.

معركة حامية الوطيس

وعمد الجيش الصهيوني إلى تدمير متجرين ملاصقين لشقة الشهيد في محاولة منه للوصول إلى شقة

الشهيد عقب مرور أكثر من خمس ساعات على بدء عملية القصف التي استهدفت الشقة. واحدث الجيش

فتحة في سقف أحد المتجرين للوصول إلى شقة الشهيد والتعرف على مصيره.

واثر الجنود تدمير وإحراق الشقة على من فيها بمزيد من القذائف كوسيلة للتأكد من مصرع الشهيد حيث

أتت النيران على كل محتويات البيت الذي ازدحمت جميع جدرانه الداخلية بآثار مئات الشظايا والأعيرة النارية.

واعترف جيش الاحتلال  بإصابة اثنين من جنوده بجروح مختلفة برصاص القائد أحمد رداد في هذه العملية .

وقع حقيقة استشهاده

تصف زوجة قائد السرايا الموقف عندما أخبرها الضابط الصهيوني نبأ استشهاده بقولها: ” كانت لحظة تضاربت

فيها مشاعري بين الحزن والقهر والغضب والفرح ” متمنية له الرحمة ودخول الجنة .

عاد الضابط الصهيوني إلى ثانية وقال:” نحن أيضا سوف نذهب إلى الجنة. زوجك قاتل .. قتل العديد من

الصهاينة وهو أكبر مطلوب في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الأولى. وأنا أتابع تحركاته بنفسي منذ شهر

ونصف.  صرخت في وجهه:” سيأتي مئة أحمد وسترون الويل منهم “.

شعب فلسطين يودع الشهيد

بكت مدينة نابلس وطولكرم رحيل القائد أحمد رداد بعد مطاردة طويلة وبقي طيفه في النفوس يغذيها بسالة

ويرويها شجاعة ويزرعها عطاء ويهزها ثورة وجهاد ويترنم فيها إيمانا ويحلق فيها نحو المجد نحو الخلود نحو

الجنة ، حيث ودعت جماهير محافظة نابلس جثمان الشهيد رداد بالوفاء وانطلق موكب التشييع من أمام

مستشفى رفيديا باتجاه ميدان الشهداء وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمان الشهيد الطاهر ومن

ثم نقل إلى مسقط رأسه في قرية صيدا حيث ووري الثرى هناك في موكب جنائزي مهيب عاهد خلاله

الفلسطينيون على الانتقام لقائدهم ومواصلة طريقه الجهادية .

لقد فقدت نابلس أسداً من أسودها المغاوير ، وفارساً من فرسانها الأشداء وبطلاً من أبطالها العظماء .

ستبقى ذكراك يا أحمد رداد مخلدة في قلوب الصغار والكبار ، ومحفورة في أفئدة الثكالى واليتامى والأرامل ،

ممن ثأرت لأبنائهن وأزواجهن وآبائهن ولن تنساك فلسطين علماً من أعلامها

زر الذهاب إلى الأعلى