الذكرى العاشرة لعملية “ذوبان الجليد” الاستشهادية الاستشهادي المجاهد / محمد فيصل السكسك
الاستشهادي المجاهد / محمد فيصل السكسك
تعبرون أمام الأعين الوالهة… شريطا من الصور ,تغزلون الشمس جداول من ضياء ..تنسابون كانسياب الامواج الهادئة ..
تلامس شطآن الذاكرة وتعبرون …
وتعبرون أكفان طهر عابرة
أسراب حمام مهاجرة
تزرعون فينا شوقا للرحيل للعالم العلوي ..حيث اقتباء الانوار
الميلاد والنشأة…
ولد شهيدنا المجاهد/ محمد فيصل نعيم السكسك (أبو همام) في منطقة التوام شمال مدينة غزة الباسلة في 7/11/1986م، لتنتقل الأسرة للعيش فيما بعد في منطقة السلاطين غرب مدينة بيت لاهيا.
تربى الشهيد محمد في أسرة كريمة تعرف واجبها نحو وطنها كما تعرف واجبها نحو دينها، وكما كل أحرار فلسطين لم يتمكن من العيش في مسقط رأس العائلة ألا وهي مدينة «يافا» المحتلة.
درس الشهيد محمد السكسك المرحلة الإبتدائية في مدرسة الأيوبية في مخيم جباليا، ونظراً للظروف المعيشية الصعبة التي كانت تمر بها الأسرة ترك الشهيد الدراسة والتحق بسوق العمل ليعمل في مجال البناء والطوبار.
صفاته وعلاقاته بالآخرين….
كان شهيدنا المجاهد «أبو همام» حريصاً على الصلوات الخمس في مسجد الخنساء القريب من منزله، وخاصة المداومة على صلاة الفجر.
عرف عن الشهيد بأنه كان باراً بوالديه الأكارم، فكان مطيعاً لهم ولا يعصى لهم أمراً, ارتبط شهيدنا الفارس محمد السكسك بعلاقات طيبة مع الجميع، فمنذ صغره اتصف بالأخلاق الحميدة وصفات الشباب المسلم، فكان مثال الشاب المتواضع، الهادئ الصبور والمتسامح.
ارتبط الشهيد بصداقة حميمة بعدد كبير من الشهداء، عُرف منهم الشهيد «نادر أبو العمرين»، فكانت علاقات أخوة ومحبة وتسامح، أكبر من كونها علاقة تنظيمية.
مشواره الجهادي….
منذ أن تفتحت عيناه على الحياة رأى الاحتلال الصهيوني جاثم على صدر شعبه وأمته، فتربى الشهيد المجاهد محمد السكسك على درب الإيمان والوعي والثورة، والتحق في صفوف حركة الجهاد الإسلامي
ونظراً لحب شهيدنا الفارس محمد السكسك للمقاومة والجهاد التحق في صفوف سرايا القدس، في العام 2001م، فكان مثالاً للجندي المجهول، وكان يعمل بلا كلل أو ملل.
كان شهيدنا المجاهد تواقاً للشهادة ويبحث عنها في كل الميادين، ويردد دائماً دعاء: (اللهم اجعلني من أصحاب الفردوس الأعلى).
شارك الشهيد الفارس مع إخوانه المجاهدين في العديد من عمليات الرصد والاستطلاع لتنفيذ العمليات الجهادية.
كان الشهيد المجاهد دائم المشاركة في التصدي للاجتياحات الصهيونية المتكررة لمدننا وقرانا، وتشهد له بذلك أراضي بيت حانون وجباليا، ومنطقة العطاطرة والعمودي في بيت لاهيا.
أصيب الشهيد محمد السكسك بنيران قوات الاحتلال الصهيوني أثناء قيامه بإطلاق صاروخ على قوات الاحتلال خلال اجتياحها الأخير لبلدة بيت لاهيا.
العملية النوعية….
في صباح يوم السبت الموافق (27/1/2007م)، غادر شهيدنا الفارس محمد السكسك «أبو همام» منزله بعد أن ودّع والدته وقال لها: «بدي أطلع أدعي لي يا أمي»، فقامت والدته بوداعه والدعاء له بالتوفيق، وقال لشقيقه محمد عبارته الأخيرة: «أتمنى من الله أن يحتسبني من الشهداء وليس مثل من يقتلون بعضهم البعض من أبناء الشعب الفلسطيني الواحد»، وتوجّه بعدها إلى أحد المطاعم في مدينة غزة وتناول طعام الإفطار ثم ودع أصدقائه بقوله: «لقائنا المقبل إن شاء الله في الجنة».
وفي إطار التنسيق والتعاون المشترك بين سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، وخلال عملية نوعية ومعقدة للغاية توجّه الشهيد المجاهد «محمد السكسك» من سرايا القدس إلى مكان تنفيذ العملية في (مدينة أم الرشراش ـ إيلات المحتلة)، وبعد أن وصل إلى المكان يوم الإثنين الموافق (29/1/2007م) أوقف سيارة صهيونية لتقله إلى الهدف المحدد له، وحسب رواية أحد الضباط الصهاينة والذي أقلَّ الإستشهادي محمد السكسك إلى مكان تنفيذ العملية ويدعى المُقدم «يوسي فلتينسكي»: يقول: أنه خرج من منزله الساعة التاسعة صباحاً في طريقه لفندق «سبورت» حيث يعمل وأخذ يبحث كعادته عن عمال الفنادق الذين تخلفوا عن السيارة التي تقلهم إلى العمل وبعد عشر دقائق أوقف سيارته وأقلَّ شاباً يرتدي معطفاً أحمر اللون ويعتمر قبعة حمراء ويحمل حقيبة ظهر وحين سأله عن المكان الذي يقصده اكتفى الشاب بإشارة من يده فهم منها الضابط أنه يطلب الوصول إلى مركز المدينة
ويضيف الضابط قائلاً: أنه وبعد أن اشتبه بتصرفات الشاب وسلك طريقاً يلتف حول مدينة إيلات لتجنب الدخول في أماكن مأهولة إلا أن الشاب لاحظ ذلك وظهرت عليه علامات التوتر فما كان من الضابط إلا أن أوقف سيارته وطلب منه مغادرتها فوراً وقال أسلك هذا الطريق حتى تصل إلى مركز المدينة وقصد الضابط بذلك تضليل المسافر غير المرغوب فيه ووجّهه إلى طريق خالية من السكان.
وبعد أن ترجل الشاب من السيارة سارع الضابط إلى الاتصال بالشرطة الصهيونية وأبلغهم بتفاصيل ما حدث معه ونقل لهم تفاصيل الشاب ووصفه دون أن يغفل تعقبه في سيارته إلا أن الشاب جنح عن الطريق الرئيسي وشرع في الركض، وما أن وصل الشهيد المجاهد محمد السكسك إلى «حي إيزيدور» في مدينة إيلات دخل أحد المخابر الصهيونية وقام بتفجير جسده الطاهر وسط جموع الصهاينة الأمر الذي أدى إلى مقتل ثلاثة صهاينة وإصابة العديد منهم بجراح متفاوتة.
قالوا عن الشهيد…
ـ [كان دائماً يتمنى الشهادة في سبيل الله، وطلب منى أن أدعو له بأن يستشهد في سبيل الله]. (والد الشهيد).
ـ [إن استشهاده قد يوصل رسالة للإخوة المتقاتلين من فتح وحماس بأن يكفوا عن صراعهم ويتحدوا لتوجيه سلاحهم باتجاه الاحتلال الصهيوني]. (والدة الشهيد)
ـ [كان الشهيد دائماً محافظاً على الصلوات الخمس وخاصة صلاة الفجر، وكان دائماً يتمنى أن يكون أحد إستشهاديي سرايا القدس].(أخ الشهيد)
ـ [أنا فخورة بشقيقي محمد فقد مات ميتة شريفة ورفض أن يكون ضحية لرصاص الأخوة واختار الشهادة بين أعدائه ونفذ عملية بطولية ولأول مرة في إيلات المحتلة].(داليا الشقيقة الصغرى للشهيد)