الذكرى السادسة لاستشهاد فادي قنبر
على موعد مع الحياة كان الشهيد البطل فادي القنبر ابن القدس المحتلة …
على موعد مع وجه القدس الصباحي في جبل المكبر الذي زين عمره بكل عبق التاريخ والمقاومة
انتظر الاستشهادي فادي القنبر ليهدي قلبه لمدينة التاريخ…المدينة التي لم تعرف الا الانتصار
في مقاومتها.
انتظار اللحطة المناسبة
كان الاستشهادي فادي قنبر يعد سنوات عمره التي شهد فيها إرهاب المحتل وبناء أسوار
القتل. راقب من بعيد في شاحنة الثأر لحظة تجمعهم في مستوطنة “أرمون هنتسيف”
وقلبه يردد فلسطين كل فلسطين…لم تخذله شاحنته وكانت لحظة الثأر من جنود النخبة ..,
اشتدي يا أرض الشهداء كان يقود شاحنته لكنه تمكن مع ذلك من دهس صورة جيش
بأكمله وأكد مجددا هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية أمام إرادة الإنسان الفلسطيني
الذي اختار أن يقاوم المحتل بكل ما يملك من الحي الذي أرق سلطات الاحتلال الصهيوني
من جبل المكبر جنوبي القدس المحتلة .
عمليةجبل المكبر
خرج شهيدنا فادي قبل تنفيذه عملية الدهس في مستوطنة أرمون هنتسيف التي أسفرت
عن مقتل أربعة جنود صهاينة وجرح خمسة عشر آخرين كان يعمل على شاحنة لنقل مواد
البناء قبل أن يقرر تحويل مصدر رزقه إلى سلاح للمقاومة وينفذ العملية الأكثر إيلاما للصهاينة
منذ فترة طويلة فضلا عن أنها أكدت فشل سيطرة قوات الاحتلال على القدس وإخضاعها
فإن مشهد هروب الجنود الصهاينة المدججين بأسلحتهم من أمام شاحنته وصفه كثيرون
بمن فيهم وسائل إعلام العدو بأنه الأكثر إهانة للجيش الصهيوني .
منفذ العملية
الشهيد فادي أحمد حمدان القنبر (28 سنة)، إلى حي جبل المكبر في السواحرة،
على بعد أمتار من المستوطنة التي نفّذ فيها العملية الفدائية، الأحد، وهو متزوج
ولديه أربعة من الأبناء، بينما ترعرع وسط عائلة فلسطينية كبيرة مكونة من عشرين
أخا وأختا،إضافة إلى الأب والأم. عاش أبو العز- كما يناديه الجميع- حياة اجتماعية هادئة،
ويرتبط، حسبما تحدث ابن شقيقه أحمد بعلاقات جيدة مع الأهل والجيران والأصدقاء،
وكل من عرفه في مجال عمله، “كان يعمل على شاحنة لنقل مواد البناء، وتمتع بحسن
الخلق والطيبة والتعاون”.
أبناء الشهيد
أكبر أبناء القنبر الأربعة، هو عز ولديه جنى وغزل والرضيع محمد وكان عز الأكثر تأثرا برحيل
والده، كونه الأكثر قربا منه، والأكثر مرافقة له، لا سيما اصطحابه إلى المسجد من أجل تأدية
الصلوات. وحسب أحمد ابن شقيقه، فإن “الأطفال الأربعة غير مدركين ما يحدث حولهم،
لكنهم متأثرون بحجم الضغط الذي تعاني منه العائلة من جانب الاحتلال الذي يعاقب الجميع
حاليا، بينما سيفتقدون أباهم كثيرا عندما يدركون أنه لن يعود إلى المنزل أبدا”.
وقبل سنوات، تعرّض القنبر لإصابة خطيرة في عمله كادت أن تفقده حياته، لكنه عاد من
جديد ليسير على درب الشهداء الذين سبقوه في بلدته السواحرة، وحي جبل المكبر
الذي يعيش فيه.
ردة فعل العدو على العملية
يُذكر أن الاحتلال لم يستوعب وقع صدمته العملية، وشن حملة عسكرية على عائلة
القنبر بغرض عقابها، حيث اعتقل والديه وزوجته واثنين من إخوته وشقيقاته وعددا من أبناء
عمومته، إضافة إلى بعض الأصدقاء ورب عمله، وقام بتحطيم محتويات المنازل ومنع العائلة
من إقامة عزاء للشهيد. ابن القدس…ابن فلسطين…
قال باسم كل الشعب الفلسطيني أن فلسطين ستظل تنجب الشهداء ولن يكسرها
الحصار والارهاب والابعاد والاستيطان…ستظل ترفع راية الشهادة. عملية جبل المكبر
عرت أنظمة القتل العربية…عرت كل من يتاجر باسم فلسطين وقضيتها…وأثبت
معادلة واحدة وحيدة أن شعباً يقاوم لن يسقط الراية.
اقرأ المزيد:الشهيد أحمد محمد محمود عبد القادر الأسطل