الذكرى السابعة لاستشهاد عبد الرحمن الشلودي
ولد الشهيد عبد الرحمن الشلودي بتاريخ 29/9/1993 وعاش طفولته في حي البستان في سلوان جنوب المسجد الأقصى، وقد عرف ببساطته ومحبة الجميع له في الحي وبين أفراد العائلة، كما تميز بأنه صاحب حلم وطموح إلا أن الاعتقال والاستدعاء المستمر له من قبل قوات الاحتلال حال دون تحقيق حلمه.
عرف عبد الرحمن بالتزامه الديني وبأخلاقه الرفيعة وشجاعته وغيرته على الأرض والمقدسات، فقد كان يرفض جرائم الاحتلال بحق الأرض والإنسان، ما جعله يعيش حياته بين سجون الاحتلال وبين جلسات التحقيق في أقبية المخابرات الصهيونية، فتارة يتهمونه بالتخطيط لاقتناء السلاح، وتارة يتهمونه بالتخطيط لتنفيذ عملية ضد أهداف صهيونية.
أقل ما يمكن أن توصف به تجربة الشهيد عبد الرحمن في الاعتقال الذي تعرض له ثلاث مرات بالمريرة والعنيفة، حيث اعتدت قوات الاحتلال على عبد الرحمن أمام عائلته بالضرب المبرح كما واعتدت على والده واعتقلته في أكثر من مرة، واعتدت على جدته المسنة التي أصيبت بجراح صعبة في يدها خضعت إثرها لعملية جراحية.
كان التحقيق مع الشهيد البطل يتم على أيدي محققي الشاباك لساعات طويلة ومتواصلة وصلت إحداها إلى (30) ساعة.
لم يصدر بحقه أي لائحة اتهام، وكانت تعقد له جلسات محاكمة سرية يمنع المحاميين من الاطلاع عليها، وعمدت سلطات الاحتلال لتحرير الكثير من المخالفات المالية بحقه بذرائع وبأسباب مختلفة، كما أن مخابرات الاحتلال كانت كلما تملك هاتفا أو سيارة جديدة تقوم باحتجازها.
كل ذلك أسهم في إيقاد ثورة تأججت في صدر الشهيد الشلودي، فقرر أن يثأر لنفسه ومقدساته ووطنه بأكمله ونفذ عملية دهس بطولية قرب القطار الخفيف في منطقة الشيخ جراح في القدس المحتلة أسفرت عن مقتل اثنين من الصهاينة وإصابة آخرين بجراح.
واحتجزت قوات الاحتلال جثمانه واشترطت للإفراج عنه عددًا محدودًا لتشييعه، ما دفع أهله وأحبته للمشاركة في جنازة رسمية اندلعت على إثرها مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال في القدس المحتلة.