أخبار

الذكرى الخامسة للعدوان الشرس والدموي على غزة

يوافق اليوم السابع من تموز الذكرى الخامسة للعدوان الصهيوني الأكثر شراسة ودموية على قطاع غزة صيف 2014، والذي استمر لمدّة 51 يومًا متتاليًا وخلّف دمارًا كبيرًا وأوضاعًا إنسانية صعبة مستمرة في القطاع المحاصر منذ أكثر من 13 عامًا.

وبدأ العدوان على غزة بعدما قام جيش الاحتلال باستهداف نفق للمقاومة في رفح جنوبي القطاع؛ ما أدّى لاستشهاد سبعة مقاومين من كتاب القسام التي ردّت بإطلاق رشقات صاروخية على المستوطنات الصهيونية.

وقد كانت الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلّة متوترة بعد قيام مستوطنين باختطاف الطفل المقدسي محمد أبو خضير وتعذيبه وحرقه حيًّا يوم 2 يوليو 2014، كما ازدادت توترًا في أعقاب اختفاء آثار ثلاثة مستوطنين بالضفة وتحميل حركة “حماس” مسؤولية اختفائهم، وما تلاه من اعتقال جيش الاحتلال عشرات من محرري “صفقة شاليط” ونواب في المجلس التشريعي عن “حماس”.

وشرع جيش الاحتلال منذ بداية العدوان على غزة باستهداف البنية التحتية للقطاع، ومنازل المواطنين وممتلكاتهم لتحريضهم على فصال المقاومة، وأطلق اسم “الجرف الصامد” على عدوانه، فيما أطلقت كتائب القسام اسم “العصف المأكول” ،وأطلقت سرايا القدس اسم “البنيان المرصوص”على تصديهما للعدوان الصهيوني .

ويعتبر العدوان الصهيوني على غزة عام 2014 العدوان الثالث على القطاع، إذ سبقه عدوانا عامي 2008 و2012، اللذين خلّفًا دمارًا كبيرًا ومئات الشهداء وآلاف الجرحى.

ارتكاب مجازر

في اليوم الأول من العدوان استدعى جيش الاحتلال 40 ألفًا من قوات الاحتياط، وارتكب مجزرة مروعة في مدينة خان يونس بالقطاع راح ضحيتها 11 شهيدًا و28 جريحًا فلسطينيًا، ثم توالت المجازر بحق عدة عائلات، وقصفت المباني والمساجد والأبراج السكنية والبنية التحتية في غارات جوية مكثفة.

وارتكبت قوات الاحتلال خلال عدوانها انتهاكات جسيمة ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ترقى لمستوى جرائم الحرب، في ظل صمت المجتمع الدولي تجاه التزاماته القانونية والأخلاقية.

وخلص تقرير للجنة تقصي الحقائق حول العدوان الصهيوني، نشر نهاية يونيو 2015 وعرف بتقرير “ديفيس”، إلى أن العدوان  على غزة “يرقى إلى جرائم الحرب”، وأن 142 عائلة على الأقل فقدت ثلاثة أفراد أو أكثر في الهجوم على المباني السكنية أثناء الحرب، حيث شن “الكيان الصهيوني” أكثر من ستة آلاف غارة جوية، وأطلقت نحو 50 ألف قذيفة مدفعية.

المقاومة الفلسطينية

وأبدت الفصائل الفلسطينية مقاومة شرسة على مدى أيام العدوان، وردت بقصف المستوطنات الصهيونية متاخمة للقطاع، قبل أن يتوسع قصفها ليطال عشرات المدن الرئيسية والمستوطنات داخل فلسطين المحتلة، مثل القدس وتل أبيب ومطار بن غوريون واللد والرملة وهرتزليا وريشون ليتسيون وأسدود وحيفا، وصولًا إلى مناطق البحر الميت وحتى بئر السبع.

وأظهرت الفصائل قدرة قتالية وتطوير لآلياتها في المقاومة بشكل لم يتوقعه الاحتلال الذي لجأ إلى “القبة الحديدية” في التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية، وأعلن عن تدمير عدد منها.

خسائر غزة

بعد العدوان على غزة، أصدر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقريرًا شاملًا عن الخسائر البشرية والمادية بالتعاون مع وكالة الصحافة الفلسطينية “صفا”.

وأظهر التقرير استشهاد 1742 فلسطينيًا 81% منهم من المدنيين، بينهم 530 طفلًا و302 امرأة و64 لم يتم التعرف على جثثهم لما أصابها من حرق وتشويه، واستشهاد 340 مقاومًا فلسطينيًا، وجرح 8710 من مواطني القطاع.

وتسبب العدوان، بإصابة 302 سيدة، منهن 100 سيدة تعاني من إعاقة دائمة، كما أصيب (3303) من بين الجرحى بإعاقة دائمة، وفق الإحصائية.

واستشهد أيضًا 11 من العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و23 من الطواقم الطبية العاملة في الإسعاف و16 صحفيًا.

ودمر القصف الصهيوني للقطاع 62 مسجدًا بالكامل و109 مساجد جزئيًا، وكنيسة واحدة جزئيًا، و10 مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية واحدة، كما فقد نحو مائة ألف فلسطيني منازلهم وعددها 13217 منزلًا، وأصبحوا بلا مأوى.

زر الذهاب إلى الأعلى