الذكرى الحاديه والثلاثون لاستشهاد أسد فلسطين(خالد نزال)
خالد أحمد نزال من مواليد بلدة قباطية قضاء جنين عام 1948م أي عام النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني والذي شرد وطرد من دياره، وهو نجل الحاج/ أحمد نزال من رفاق الشيخ المجاهد/ عز الدين القسام الذي قاوم الانتداب البريطاني في فلسطين، أكمل خالد نزال دراسته الابتدائية والاعدادية في قباطية والثانوية في جنين ومن ثم التحق بمعهد خضورى بطولكرم.
التحق خالد نزال بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين منذ أنشأها عام 19699م حيث أصبح من أبرز القيادات العسكرية في الجبهة.
أقترن خالد نزال بالناشطة النسوية والكاتبة/ ريما نزال وانجب منها ولد وبنت وهما (غيث نزال والدكتورة ديما نزال).
تولى المجاهد خالد نزال سكرتارية اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية منذ تأسيسها وقائداً لجانحها العسكري ومجموعاتها الفدائية داخل الأرض المحتلة، حيث كان يدير ويتابع العمل والتخطيط لها من خلال عدة مراكز للجبهة الديمقراطية.
وخلال توليه مسؤولياته العسكرية، نفذت الجبهة الديمقراطية العديد من العمليات الفدائية داخل الأرض المحتلة مثل عملية القدس عام 1975م، حيث قامت مجموعة فدائية تابعة للجبهة باقتحام مبنى وزارة السياحة والتجارة والصناعة الاسرائيلية وأدت العملية إلى مقتل عدد من الاسرائيليين واستشهاد أثنين من منفذي العملية وتم أسر الفدائي الثالث، كما نفذت الجبهة الديمقراطية عمليات نوعية مثل معالوت – ترشيحا في 15 مايو عام 1974م وعملية بسيان عام 19/11/1974م.
شارك خالد أحمد نزال في التصدي للغزو الاسرائيلي للبنان عام 19822م مع رفاقه، وبعد خروج قوات الثورة الفلسطينية استقر في أثينا حيث اتخذ منها مقراً لإدارة عملياته داخل الأرض المحتلة.
ولأن المجاهد خالد أحمد نزال كان المسؤول عن المجال الحساس من العمل الفدائي للجبهة الديمقراطية، فقد كان الصمت يغلب عليه في كافة مهامه وأخطرها دون إشعار أحد، لذا كان يعيش دائماً في الظل ورغم ذلك فهو وبحكم مهامه مضطر للتنقل والسفر إلى البلدان الأوروبية والاشتراكية وسط المخاطر لعقد لقاءات سرية مع القادمين من داخل الأرض المحتلة وإعداد الخلايا وانتقاء الحالات الملائمة للعمل المقاوم وإعادتهم إلى الوطن لممارسة دورهم المقاوم.
ولأنه كان مدرك دوماً أنه محط أعين ومتابعة من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) فقد كان حذراً في تنقلاته وترحاله في الخارج وخصوصاً في الدول الأوروبية التي كانت أعين أجهزة الموساد الإسرائيلي تراقب كل شيء، لقد كان عمله ومهامه النضالية مليئة بالمغامرة والمخاطر، فقد عاش حياته كالشهيد الحي، ظل على حاله لسنوات طويلة.
أمام نجاح العمليات الفدائية التي اشرف عليها خالد نزال، أمام ذلك مما جعل جهاز الموساد الإسرائيلي يركز على مراقبته وجمع كل شيء عن تفاصيل حياته وإقامته، وعليه ففي التاسع من حزيران عام 1986م تم أغتيال الرفيق/ خالد أحمد نزال في عملية جبانه نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي بالعاصمة اليونانية (أثينا) حيث قام مسلحين يستقلان دراجة نارية بإطلاق النار على
الشهيد خالد أحمد نزال على باب فندق الشيراتون بأربع رصاصات اخترقت جبينه ليرتقي شهيداً ويسجل مفخرة للجبهة الديمقراطية والثورة الفلسطينية.
رحل خالد نزال حيث نسبت إليه العديد من العمليات الفدائية وهو في مقتبل العمر، لقد كان مناضلاً مميزاً وقائداً صلباً، ناكراً ذاته، يعمل بصمت ليل نهار من أجل القضية والوطن والشعب، وكان خلال فترة سنوات عمله مثالاً للصدق والانتماء ونموذجاً للعطاء والتضحية، والقيام بمختلف المهام الكفاحية والنضالية التي يكلف بها من قبل قيادته.