الذكرى الثالثة لاستشهاد شريف العبد شلاش
طريق الشهادة لن نحيد عنه
في مخيم جباليا الذي سطر تاريخ مقاومة في مواجهة المحتل ولد الشهيد البطل شريف العبد شلاش_ ويوماً إثر آخر كانت فلسطين تزيده صلابة وصموداً هو وأبناء جيله من أبناء المخيم – فكان من النشطاء في ساحات العمل الوطني – وما إن هب أبناء غزة للدفاع عن القدس وفلسطين في مواجهة قرار الرئيس الأميركي ترامب باعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال كان الشهيد البطل شريف شلاش في مقدمة الصفوف يواجه بالحجارة جنود الاحتلال المتمركزين خلف السلك الفاصل شمالي قطاع غزة.
رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة وهو المتزوج ولديه ثلاثة أطفال إلا أن ذلك كان محرضاً ليخرج ويهتف ويقذف الحجارة – وهو الذي تربى في كنف أسرة وطنية تمسكت بكل ذرة تراب وعلمته أن طريق الانتصار هو الشهادة في وطن يرزح تحت احتلال يهدف لجعل الفلسطيني في حالة تشرد وفقر وعوز كي يبتعد عن المقاومة – وهذا ما فشل به الاحتلال.فشباب فلسطين كانوا أقوى من كل الظروف وتغلبوا عليها والشهيد شلاش كان واحداً منهم.
تقول والدة الشهيد :”تربى شريف داخل أسرتي الفقيرة التي بالكاد تستطيع أن تتحصل على قوت يومها- ومنذ نعومة أظفاره كان عصامياً يبحث عن مصروفه بنفسه ولا يدخر جهدًا وهو يبحث عن العمل في أي مجال لمساعدتي في مصاريف المنزل وتخفيف الأعباء المالية عن كاهلي”. ويضيف والده “بعد أن تزوج شريف كانت حياته هو وعائلته بسيطة جدًا، إذ التف حوله الفقر من كل جانب، وبالكاد كان يستطيع أن يجد عملًا يعيل به أسرته، ما جعله يعاني الأمرين خلال السنوات الماضية، في سبيل إيجاد لقمة العيش ليطعم صغاره الثلاثة، رغم ذلك كان دائمًا صابرًا ومحتسبًا “.
منذ صغره كان الشهيد شريف يشارك في الهبات الانتفاضية وعرف عنه أن من رموز النشطاء في المخيم- وقلبه يهتف للثورة والمقاومة.
والد الشهيد يفتخر بشهادة ابنه ابن ال 29 عاماً ويقول: “كنت أتوقع نبأ استشهاده في أي لحظة، فلم أكن لأمنعه بيوم من الأيام من أن ينصر القدس والقضية الفلسطينية، وفي كل مرة كان يريد الخروج فيها كنت أدعو له بالثبات والقوة في وجه الاحتلال”.
عائلة مناضلة يعرفها أبناء مخيم جباليا ويشهدون لها بالمقاومة حيث تعرض شقيق الشهيد قبل عام لإصابة برصاص قناص صهيوني-ويروي شقيقه أن علاقتهما كانت قوية منذ الصغر ويشيد بشقيقه الشهيد أنه كان يقف إلى جانب كل من كان بحاجة للمساعدة- وعن جرأته يقول: كان صلباً – قوياً يواجه الجنود المدججين بالسلاح بالزجاجات الحارقة والمقلاع. ومرة تصدى لهم ببندقية كلاشينكوف.
استشهد في 23-12 -2017 بعد أسبوع من اصابته برصاصة في الصدر وهو يواجه قوات الاحتلال شمالي قطاع غزة.
سيبقى دم الشهيد البطل شريف شلاش عنوان مرحلة المواجهة لاستعادة فلسطين كل فلسطين.