تقارير

الخليل على درب حوارة.. تصعيد للمقاومة يلجم جرائم الاحتلال بالضفة

جاءت عملية المقاومة جنوب الخليل اليوم الإثنين 21 آب / أغسطس 2023م، حاملة معها معاني جديدة في ترسيخ ثبات

الجبهة الداخلية في الضفة الغربية المحتلة، رغم محاولات الاحتلال وأعوانه في نزع فتيل الفتنة وشق الصف

الفلسطيني، سعياً لوأد المقاومة وإنهاء عملياتها المتصاعدة.

وشكّلت عملية الخليل خطورة بالغة توازي عملية حوارة التي وقعت قبلها بـ 48 ساعة، وعجز الاحتلال عن الوصول

لمنفذي العمليتين حتى اللحظة.

الصحفي والمحلل السياسي محمد القيق قال: إن هناك تسارعاً في ردود المقاومة، حتى لم يعد باستطاعة المستوى

الأمني إقناع المستوطنين بأنه يسيطر على الأوضاع، وهذا يعني أن الردع والأمن في تدهور كبير جداً، والمقاومة تطرق

الأبواب والشبابيك والأسقف ولا تأبه لشيء.

تقوية الجبهة الداخلية:

كما أوضح القيق أن الخطة “ب” تنسفها المقاومة وتعيد التشافي للجبهة الداخلية الفلسطينية وتقويها، رغم أن الخطة

حاولت الفتنة والتفكيك وضرب الساحة.

بالإضافة لذلك أشار إلى أن رقعة المقاومة الجغرافية تتسع، وجبهة الضفة تتحصن وتقوى، وقرار المقاومة بمطاردة

المستوطنين ساري، والجديد الخطير هو تسلسل الانسحاب في حوارة والخليل، ودقة الإصابة وهدوء الأعصاب.

هذا وبيّن أن المقاومة تواصل تكتيك “استنزاف وتوقيت ومفاجأة”، وفي الاعتقاد أن ما يجري سيدفع الاحتلال للحديث

بلغة السياسة بعد المعاناة الأمنية اليومية.

خطورة بالغة:

المختص في الشأن “الإسرائيلي” جلال رمانة أكد أن خطورة عملية الخليل اليوم بمفهومها السياسي والأمني، يكمن بأنها

جاءت بعد أقل من 48 ساعة من عملية حوارة، التي عجزت قوات الاحتلال عن الوصول لمنفذها.

كما أشار رمانة إلى أن عملية الخليل ناجحة بكل المقاييس، وأنه حتى لو تم الإمساك بالخلية أو المنفذين أو تصفيتها في

منطقة تعد مغلقة، ويتم ملاحقتهم بقوات كبيرة جداً وباستخدام الطائرات العمودية، فإن ذلك كله لا يلغي تأكيد أن

العملية ناجحة ونتنياهو وبن غفير في وضع لا يحسدان عليه.

بالإضافة لذلك قال: إن “كل يوم يأتي يثبت فشل أجهزة أمن الاحتلال، وكل يوم يعجزون أكثر من اليوم الذي سبقه، كما

تثبت المقاومة على قدرتها في الاستمرار والثبات والمواجهة”.

هذا ولفت إلى أن أخطر ما في عمليات حوارة والخليل أنها يمكن أن تشكل مثالاً للمحاكاة، بمعنى وجود من سيقلدها ويحاكيها.

وكانت قتلت مستوطنة صهيونية وأصيب آخر بجراح خطرة اليوم، في عملية إطلاق نار استهدفت مركبة للمستوطنين قرب “مستوطنة كريات أربع” الجاثمة على أراضي الخليل.

وتأتي العملية في الذكرى الـ 54 لحرق المسجد الأقصى المبارك، على يد أحد المستوطنين الصهاينة.

زر الذهاب إلى الأعلى