أخبارعمليات جهادية

الحرب على غزة 2014

51 يومـاً من العدوان في العام 2014م وقعت فيها غـزة ضحية الإجرام الصهيوني الذي لم يتحرج في استخدام كل الوسائل التدميرية في محاولة منه “للقضاء على المقاومة الفلسطينية” كما زعم، فاستهدف كل متحرك ودمر البنى التحتية ومنازل المواطنين بل كل مَعلم من معالم الحياة في هذه البقعة الفلسطينية الصغيرة.

فاندلعت الحرب على غزة في 8 يوليو/ تموز 2014م، وأسهم في اشتعال فتيلها تفجر الأوضاع في الضفة الغربية والقدس بعد خطف مستوطنين صهاينة للطفل الفلسطيني محمـد أبو خضير بتاريخ 2/7/2014م وتعذيبه وقتله حرقاً ، وكذلك حملة المداهمات الواسعة والاعتقالات الشرسة التي شنها الاحتلال ضد محرري صفقة وفاء الأحرار عقب محاولة أسر ثلاثة مستوطنين ومن ثم قتلهم في محافظة الخليل، تخلل هذه الموجة الثورية أيضاً دهس مستوطن لعامليْن فلسطينيين قرب حيفا.

 

ولأن غزة جزء لا يتجزأ من الألم الفلسطيني امتدت هذه الحالة الثورية إليها لتقف في مجابهة هذه الحرب الشرسة وتبدي خلالها صموداً أسطورياً ومقاومةً عملاقة، فقامت المقاومة بإطلاق صواريخ من قطاع غزة على مستوطنات جنوب فلسطين بتاريخ 6/7/2014م، وفي اليوم التالي اغتالت طائرات العدو الصهيوني من عناصر القصف في قصفها لأحد الأنفاق في منطقة المطار شرق رفح، لتندلع بعدها الحرب يوم الثلاثاء 8/7/2014م وكان قد أطلق عليها الجيش الإسرائيلي عملية الجرف الصامد وردت حركة الجهاد الإسلامي بتسمية المعركة بالبنيان المرصوص ، وبعد استمرار الحرب خمسة ايام متواصلة ردت كتائب عز الدين القسام بتسمية المعركة بالعصف المأكول

إحصائيات الحرب في الجانب الفلسطيني

– الشهداء:

بلغ عدد الشهداء 2147 شهيداً، منهم 530 طفلاً، و302 امرأة، و23 شهيداً من الطواقم الطبية، و16 صحفياً،
و11 شهيداً من موظفي وكالة “الأونروا” التابعة للأمم المتحدة

وشهدت الحرب ارتقاء القادة العسكريين في سرايا القدس دانيال منصور بعملية اغتيال في مخيم جباليا وصلاح أبو حسنين بعملية اغتيال في مدينة رفح .
وارتقى أيضاً القادة العسكريين في كتائب القسام رائد العطار ومحمد أبو شمالة ومحمد برهوم بعملية اغتيال في مدينة رفح .

ومن بين حلقات الإجرام الصهيوني خلال الحرب، شهدت بعض المناطق مجازر مروعة أبرزها مجازر الشجاعية ورفح وخزاعة والتي خلفت عدداً كبيراً من الشهداء والجرحى وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها ومنع سيارات الإسعاف من الوصول لتلك الأماكن مما فاقم المعاناة.

 

– الجرحى:

بلغ عدد الجرحى 10870 جريحاً، منهم 3303 طفلاً، و2101 امرأة، وتشير الإحصائيات الأولية إلى أن 1000 طفل على الأقل سيعانون من إعاقة دائمة.

– المنازل:

تدمير 17132 منزلاً، منها 2465 منزلاً دُمِّرت بشكل كلي، و14667 منزلاً دُمِّرت بشكل جزئي، إضافة إلى 39500 من المنازل لحقت بها أضرار، وقد تجاوز عدد من أصبحوا بلا مأوى جراء هدم منازلهم 100,000 شخصاً بحسب تقارير لبعض المتابعين .

 

– أماكن العبادة:

تدمير 171 مسجداً، دُمّر 62 منها بشكل كلي، و109 بشكل جزئي، بالإضافة لتدمير كنيسة بشكل جزئي.

 

-المدارس والجامعات:

بلغ عدد المدارس المستهدفة 222 مدرسة، منها 141 مدرسة حكومية، 76 مدرسة منها تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”, و5 مدارس خاصة، فيما بلغ عدد الجامعات المستهدفة 6 جامعات

 

– المستشفيات:

استهداف 10 مستشفيات، و19 مركزاً صحياً، و36 سيارة إسعاف.

وعلى صعيد المجتمع المدني والخسائر الاقتصادية،  قدر مجموع الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة في قطاع غزة بنحو 3 مليار و6 مليون دولار. وأفاد المرصد بأن الاحتلال استهدف 9 محطات لمعالجة المياه، و18 منشأة كهربائية، و19 مؤسسة مالية ومصرفية، و372 مؤسسة صناعية وتجارية، إضافة إلى استهداف 55 قارب صيد، وبلغ عدد الجمعيات الخيرية المستهدفة 48 جمعية، تقدم خدماتها لما يزيد عن مائتي ألف شخص. كما استهدفت هجمات الاحتلال محطة توليد كهرباء واحدة.

 

حصاد عمليات المقاومة وفق ما صدر عنها:

 

كتائب القســام، الذراع العسكري لحركة حماس، كانت قد سمت الحرب بمعركة “العصف المأكول” :

– أكدت كتائب القسام قصفها مدينة حيفا بصواريخ R160 (محلية الصُنع) للمرة الأولى.

قصف حيفا بثمانية صواريخ، و(تل أبيب) بـ109 صواريخ، والقدس المحتلة بـ19 صاروخا، وديمونا بـ12 صاروخ، إضافة لمئات الصواريخ التي طالت المستوطنات المحاذية للقطاع.

– بلغ مجموع القذائف والصواريخ التي أطلقتها كتائب القسام 3621.

– عملية الضفادع البشرية التي اقتحمت قاعدة زيكيم العسكرية الصهيونية.

– تفجير موقع كارم أبو سالم عبر نفق تم إعداده مسبقًا.

– عملية صيد الإنزال على شاطئ السودانية التي طالت قوة خاصة حاولت التسلل عبر بحر بيت لاهيا.

– تنفيذ أول عملية تسلل خلف خطوط العدو قبل أن يعود المجاهدون إلى قواعدهم بسلام، بدءً بعمليتين شرق صوفا شرق رفح، وعملية شرق خانيونس، وموقع أبو مطيبق العسكري شرق البريج، وعملية بيت حانون شمال غزة.

– دمر مجاهدو القسام ما لا يقل عن 44 دبابة.

– أحبطوا 26 حالة تسلل للوحدات الخاصة (الصهيونية) .

– قنص القسام 13 جندياً صهيونياً وقعوا بين قتيل جريح.

– 15 عملية اشتباك مباشر مع قوات الاحتلال.

– استخدام 37 قذيفة مضادة للدروع وقصف بالهاون وعبوات أخرى لضرب الآليات المحصنة.

– أسـر الجندي الصهيوني “شاؤول آرون”، كما وتحدثت تقارير إعلامية عن أسر الجندي “هدار جولدن” في رفح، ومؤخرًا تكلمت تقارير إعلامية غير مؤكدة عن وجود أسير صهيوني ثالث بيد المقاومة.

– اختراق بث القناة الثانية للتلفزة الصهيونية، وهي من أهم القنوات الصهيونية واسعة الانتشار.

– اختراق البريد الإلكتروني لنحو مليون شخص في الكيان الصهيوني، ووضع إشارة للقسام، وبث بيان واضح وبالصور للجمهور الصهيوني.

– اختراق هواتف الجوال لعدد كبير من جنود العدو على حدود قطاع غزة، والجمهور الصهيوني عامة.

– تنفيذ ثلاث طلعات جوية بطائرات الأبابيل .

 

أبرز الأسلحة الجديدة المستخدمة:

– صاروخ R160 محلي الصنع، وتسميته جاءت تيمنًا بالشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي.

– صاروخ J80 محلي الصنع، وتسميته تيمنًا بالشهيد القائد أحمد الجعبري.

– صاروخ S55، تيمناً بمعركة حجارة السجيل عام 2012.

– طائرة أبابيل، وهي طائرة بدون طيار محلية الصنع، وتتكون من ثلاثة نماذج إحداها تقوم بمهام استطلاعية A1 ، وأخرى هجومية A1B ، والثالثة “انتحارية” A1C .

– بندقية الغــول محلية الصنع، ويصل مداها إلى 2 كم.

 

سـرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في معركتها “البنيان المرصوص”:

 

– قصف أهداف صهيونية مختلفة بـ3183 قذيفة وصاروخ.

– قصف مدن نتانيا و تل أبيب والقدس وديمونا ومفاعل ناحل تسوراك بـ62 صاروخ من طراز براق 100 وبراق 70 و فجر 5 .

– قصف المدن الصهيونية “اسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت واوفاكيم ولخيش وغان يفنه وكريات ملاخي وكريات جات وريشون لتسيون وهلافيم وقاعدة تساليم وقاعدة حتسور وبنيشمعون” بــ665 صاروخ جراد.

– قصف مواقع ومستوطنات وكيبوتسات صهيونية وتجمعات للآليات والجنود “بـ1572 صاروخ 107 ، و884 قذيفة هاون من عيارات مختلفة، و60 صاروخ C8K .

– استهداف العديد من الآليات العسكرية والقوات الخاصة  بصاروخي كورنيت ، و4 صواريخ مالوتكا وعشرات العبوات الناسفة، وقذائف الـ RPG وتنفيذ عدة عمليات قنص واشتباكات وكمائن .

 

– كتائب الناصر صلاح الدين خلال معركتها “سياط الموت”:

إطلاق وقصف مواقع ومغتصبات وبلدات وحشود العدو وتجاه الطائرات وتفجيرات بقواته الخاصة وآلياته وخلال الاشتباكات المسلحة ب (836) صاروخ وقذيفة وعبوة خلال 373 مهمة جهادية.

 

– كتائب الشهيد أبو علي مصطفى خلال معركتها “الوفاء للشهداء” :

إطلاق (559) صاروخ والعديد من قذائف الهاون وعمليات التفجير والقنص.

 

– كتائب المقاومة الوطنية:

إطلاق (748) صاروخ وقتل (8) جنود صهاينة وإصابة العشرات.

 

 

خسائر الاحتلال:

– مقتل 140 ضابطًا وجنديًا صهيونيًا، وفق إحصائية لكتائب القسام، فيما اعترف الاحتلال بمقتل 71 منهم.

وأما الجرحى، فقد اعترف الاحتلال بـ 1620 جريحًا صهيونيًا، 322 خرجوا من الحرب بإعاقة.

– هروب 292 جندي صهيوني من الخدمة العسكرية خلال معركة العصف المأكول.

– 3000 جندي مصاب بصدمات نفسية جراء المعركة.

– بلغت خسائر قطاع السياحة في الكيان الصهيوني 650 مليون دولار.

– فيما بلغت تكلفة الحرب على جيش الاحتلال ما بين 3 و4 مليارات دولار منها 2.5 مليار خسائر في الذخائر والمعدات.

– أما خسائر المستوطنين المباشرة فقد بلغت أكثر من 450 مليون دولار، وقدم 18 ألف طلب تعويض للمستوطنين إلى حكومتهم.

– وقدرت الخسائر الاقتصادية المباشرة بحوالي مليار دولار.

 

الموقف الشعبي من الحرب على غزة

على المستوى الشعبي، تعالت الأصوات للتنديد بالعدوان الغاشم على قطاع غزة، فتحركت مسيرات في الأردن، وازداد الغضب الشعبي في الضفة الغربية والداخل الفلسطيني، وتحركت مسيرات في العديد من الدول مثل إيران وأمريكا وبريطانيا والسويد وكندا وإسبانيا وفرنسا والدنمارك وتركيا وموريتانيا وغيرها، حتى في سوريا الجرح النازف خرجوا في مظاهرات ورفعوا لافتات تضامنية ضد العدوان على غزة، معتبرين أن العدو واحد والدم واحد.

نهــاية الحرب

انتهت الحرب بتاريخ 26/8/2014 وذلك بعد اتفاق بين ممثلي الفصائل وممثلي الكيان الصهيوني، برعاية مصرية، واشتمل الاتفاق على عدة بنود، وهي:

وقف المقاومة لإطلاق الصواريخ والقذائف.

يوقف جيش الاحتلال العمليات العسكرية بما في ذلك الضربات الجوية والعمليات البرية.

تفتح حكومة الاحتلال المعابر مع غزة وزيادة البضائع التي تدخل من خلالها، بما في ذلك المعونة الإنسانية ومعدات إعادة الإعمار إلى القطاع.

في إطار اتفاق ثنائي منفصل توافق مصر على فتح معبر رفح.

تسلم السلطة لمسؤولية إدارة معابر غزة.

تتولى السلطة الفلسطينية تنسيق جهود إعادة الإعمار في غزة مع المانحين الدوليين بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.

تضييق المنطقة الأمنية العازلة داخل حدود قطاع غزة من 300 متر إلى 100 متر.

توسيع نطاق الصيد البحري قبالة ساحل غزة إلى ستة أميال بدلا من ثلاثة أميال وتوسيعه تدريجياً.

بحث قضايا تبادل الأسرى ومطلب ميناء غزة والمطار عبر محادثات غير مباشرة وبرعاية مصرية، تبدأ بعد شهر من وقف إطلاق النار.

ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الساعة السابعة مساءً، ليبقى الجرح نازفًا وتبقى آثار الدمار شاهدةً على إجرام الاحتلال وتواطئ العالم الظالم معه، حيث بلغت تكلفة إعادة إعمار غزة أكثر من 6 مليار دولار.

زر الذهاب إلى الأعلى