الذكرى ال20 لعملية ميحولا البطولية
اقتحم المقهى في ميحولا وفاجأ الجنود الصهاينة وتركهم كالرمم البالية وارتقى إلى الله في ليلة القدر 21/9/1975م أطل شهيدنا هاشم النجار على الحياة … بعد معاناة من المخاض العسير … ولسان حال أمه بعد ان تلقفته بفرحة وسرور يقول هل يستحق هذا الطفل كل هذه المعاناة … وما علمت انه يستحق اكثر … لأنه الرجل في زمن كثر في أشباه الرجال لأنه البطل في زمن الأقزام … لأنه الأشم الشامخ في زمن الركوع و الخضوع والاستسلام .
الشهيد هاشم النجار
تميز شهيدنا بذكائه الوقاد منذ صغره … بعمق تفكيره وبعد نظره … بالهدوء والنشاط والحيوية .. بالحنان الدافق … بالرجولة والاقدام … كان محبوبا من قبل اصدقائه وزملائه في الحارة والمدرسة . كان مثابرا وطموحا ، واظب على اداء الصلاة في المسجد جماعة يكثر من قراءة القرآن الكريم ، ويحفظه وكأنه كان دائم التذكر لمقولة الصحابة الاخيار اننا لا ننتصر على اعدائنا ، لا بعدد ولا بعدة إلا بهذا الدين ، كان محط احترام وتقدير كل من تعرف اليه بل محط اعجاب الجميع ، كان مؤديا لواجباته جاه ربه ووالديه هاشم والشهادة تفتحت عيناه على مأساة شعبه وأهله المشردين هنا بين مخيمات الجوع والألم وهناك في مخيمات الحزن والتشرد والضياع ، ترعرع وكبر وهو يسمع تنهدات الوالد على المأساة التي حلت به وعلى الأرض التي تركها بعد الخروج هربا بحياته … ارتسمت صورة الفالوجة في مخيلته بأنصع وأبهى صورها ، خلقت في نفسه التصميم والتأكيد على الثأر والانتقام لأهله ولشعبه … من جموع المستعمرين القتلة … ويعيش هاشم حياته على ذات الوتيرة والنهج حيث القتل ، والتشريد والإبعاد والاعتقال وهدم البيوت وضرب الأطفال والشيوخ والنساء وبناء المغتصبات ومصادرة الأراضي . كل ذلك يزيد ويثبت تصميم هاشم على المواصلة والانتقام لهم جميعا ، لكل قطرة دم سالت ببندقية يهود حاقد ، لكل دمعة حزن نزلت من عيون ثكلى أو أرملة لكل صرخت طفل وتنهيدة أم وأب .
وتأتي انتفاضة الأقصى ، ويستخدم المحتل كل ما أوتي من قوة لإخمادها بالمدافع ، بالطائرات ، بالصواريخ ، بالرشاشات ، بالهدم ، بقلع الأشجار ، بقتل الأطفال والشيوخ ويبدأ مسلسل الاغتيالات ضد نشطاء المقاومة ويطال الاغتيال الشهيد إبراهيم بني عودة الشهيد القسامي وتقسم الكتائب على الرد والانتقام لإبراهيم والاقتصاص من قاتليه لكن من سيكون صاحب الرد والانتقام الأول … انه البطل المقدام ـ الذي عودنا على الإيثار والتضحية … انه الشهيد هاشم النجار … وكعادته يقولها من سيمسح دموع الثكلى والأرامل ـ من يجيب صرخات النساء والأطفال … من يعيد الكرامة والعزة للأقصى … من يلبي استغاثة القدس … ويرد على نفسه إن لم أكن أنا فمن يكون ؟؟؟!! ولسان حاله يقول لشعبه ولأمته .
تفاصيل العملية تاريخ العملية: 22-12-2000م. شكلت العملية، واحدة من أكثر عمليات المقاومة الفلسطينية جرأة ودقة داخل المغتصبات، كردٍ مباشرٍ من كتائب القسام على مجازر الاحتلال المتزايدة بحق شعبنا آنذاك، كما كانت رداً على اغتيال الشهيد القائد إبراهيم بني عودة أحد أبرز قيادات كتائب القسام. في الجمعة الأخيرة من رمضان لعام 2000م، صلى الاستشهادي البطل صلاة الجمعة، وانطلق بعدها مباشرة إلى مغتصبة ميحولا في غور الأردن وهو يحمل قنابله ومتفجراته، ليدخل مقهى المغتصبة بخطى ثابتة وبعزة وشموخ المؤمنين، وماهي إلا لحظات حتى دوى صوت الانفجار في المكان المزدحم برواده من جيش العدو محولًا المقهى إلى ركام وأشلاء متناثرة، مخلفًا ستة قتلى من جنود العدو بالإضافة إلى أكثر من خمسة عشرة جريحاً هنيئا لك بالفوز الأكبر ..