شهداء فلسطينقصص الشهداء

الاستشهادي محمد زياد الخليلي

الاستشهادي محمد زياد الخليلي

ميلاد الشهيد

ولد “محمد زياد” فايز الخليلي في 14/1/1976م لأسرة متدينة مكونة من تسع أفراد تسكن منطقة رأس
العين في مدينة نابلس، وقد حمل “محمد زياد” اسمه المركب هذا لكونه أول من رأى النور بعد وفات
شقيقة البكر زياد وهو في الحادية عشرة من عمرة اثر سقوطه عن سطح المنزل.

 منذ نعومة أظفاره

 اعتادت خطوات محمد على سلك طريق مسجد صلاح الدين الذي لا يبعد عن منزله عشرات الأمتار
وهو ذات المسجد الذي تعرف فيه على الكثير ممن كتب الله لهم الشهادة، ومنهم القساميان رفاق يحيى
عياش: بشار العامودي وعلي عاصي والشهيد بكر أبو هواش ومجدي البحش، وكذلك  الشهيد معزوز المصري .
أثرت بيئة المسجد تأثيرا بالغاً في حياته، حيث نهل من هناك تعليمه الديني على يدي مشايخ المسجد الذي
كان يعج بأمثاله من الشباب، والذين كان منهم من رافقوه حيا في الدنيا والآن عند ربهم يرزقون كأقربهم
إلى قلبه الشهيد القسامي إبراهيم أبو هواش، والاستشهاديان اشرف السيد وحامد أبو حجلة، والشهيد
عمر منصور.

تحمل مسؤولية من صغره

اضطره وفاة والده وهو صغير عام 1991م وزيادة وطأت الحياة على الأسرة، لترك مقاعد الدراسة ليأخذ موقعة
من المسؤولية بالعمل في مجال الحدادة الخاصة بالشاحنات الكبيرة، فأسبغت على شخصيته القدرة على
الاحتمال والمثابرة, وهو ما أكسبه المزيد من الاحترام لدى من عاملهم وعاشرهم. كان محمد الخليلي
متقدا بالنشاط في خدمة إخوانه وأهل حيه ومدينته في صفوف حركة حماس التي انضم إليها صغيرا في
بدايات تأسيسها، فكان يوزع المواد التموينية على الأسر المحتاجة مع إخوانه كما يعمل على خدمة إخوانه
في المسجد في رمضان و ليلة القدر طمعا في الأجر من الله.

عمل الشهيد

في مجال الحدادة الخاصة بالشاحنات الكبيرة وأتقنها واسبغ على عمله الخلق الرفيع والحسن وهو ما اكسبه
المزيد من الاحترام لدى من عاملهم وعاشرهم وفي صفوف إخوانه من أبناء الحركة الإسلامية المعطاءة.

نشأته

فكانت في مسجد صلاح الدين الأيوبي ومساجد رأس العين أحد أحياء نابلس حيث يسكن وترعرع .أما إخوانه
فيصفونه بأنه كان كثير الصمت هادئ النفس ، إلا انه في ذات الوقت شديد المراس غيورا على إخوانه
ذو بنية جسدية قوية فهو لاعب كراتيه ويتقن فنون قتال الشوارع ، مما ألقى على عاقته مهمة دقيقة
حين عهد إليه إخوانه بتنفيذ عملية الحمرا البطولية ، علما أنها ليست المرة الأولى التي يشارك فيها
شهيدنا في عملية قسامية في منطقة الحمرا ، فقد نفذ وإخوانه في ملحمة البدر القسامية انتقاما
للشهيد محمود أبو هنود ورفاقه عملية على مدخل هذه المغتصبة حين فجروا حافلة صهيونية عبر عبوة
موجهة مما أدى حينها حسب اعتراف العدو الى إصابة سبعة مغتصبين بجراح خطرة.

انضمامه للقسام مبكراً

وفي عام 1996م كان انضمام محمد زياد الخليلي لكتائب الشهيد عز الدين القسام، وبالرغم انه تعلم فنون
الرماية في صفوفها، إلا انه ولحبه الكبير للسلاح، انضم مرة أخرى لصفوف الجيش الشعبي التي عقدتها
السلطة الفلسطينية في العام 1996م بعد أحداث النفق، وبالرغم من إصابته بمرض الكلي واليرقان إلا انه
عمل على تقوية بنيته الجهادية، فانضم إلى أحد مراكز الكارتيه ليحصل على “الدان” الثانية في قتال الشوارع.
في 1/1/2001 كانت كتائب القسام تحضر لعلمية استشهادية مزدوجة في مدينة “أم خالد” –نتانيا-
بطليها الاستشهاديان حامد أبو حجلة ومحمد زياد الخليلي وهما من مدينة نابلس ، وصل حامد أبو حجلة
إلى هدفه وسارت خطته بكل حذافيرها بتسهيل من الله تعالى، أما محمد الخليلي فبعد أن وصل إلى
مدينة جنين حاملا حزامه الناسف وجد إخوانه أن حزامه تعرض لبعض التلف وبحاجة لإعادة تصنيع مما
أدى لتأخره عن موعد العملية وتأجيله إلى موعد آخر.

اعتقال

بعدها بوقت لم يطل اُعتقل من جديد لدى جهاز الأمن الوقائي في مدينة جنين على اثر نقله لسيارة
مفخخة من منطقة نابلس لمدينة جنين تمهيدا لإدخالها إلى مناطق المحتلة عام 1948م لتنفيذ عملية
استشهادية، فأحبط جهاز الأمن الوقائي العملية وتعرض هو لتعذيب شديد لمدة40 يوما، وبقى في
سجن جنين المركزي لدى السلطة الفلسطينية لمدة أربعة شهور حتى اغتيال إياد حردان أمام بوابة
السجن حيث تعرض السجن لاقتحام من مواطني المدينة الغاضبين على عملية الاغتيال واخرجوا كل
من كان في السجن، حيث اختفى محمد عن الأنظار لمدة 96 ساعة قبل أن يعود لمنزله في رأس العين.
ويصفه من عاشوا معه بالهدوء المتميز والصمت والابتسامة العريضة , كما وعُرف بقيامة وصومه وزهده,
ولإلحاحه الشديد في طلب الشهادة بقي اسمه على رأس قائمة الاستشهاديين القساميين لفترة طويلة
وقد وضعته القوات الصهيونية على قائمة الاغتيالات في شهر أغسطس من العام 2001 بعد استشهاد
القائدين جمال منصور وجمال سليم بوصفه استشهادي محتمل.

الاستشهاديون الثلاثة

وفي حادثة تدلل على صدق الانتماء وروح التضحية والاستشهاد في قلوب أبناء الحركة الإسلامية
وقبل استشهاد القائدين جمال منصور وسليم وإخوانهم بيومين، اجتمع الاستشهاديون القساميون
الثلاثة: اشرف السيد منفذ عملية حاجز “الحمرا”، وماهر حبيشة منفذ عملية حيفا, واستشهادينا
محمد الخليلي في منزل محمد، وقد احضروا معهم علبة من الحلوى هدية لمحمد، وكان مما جرى
بينهم من حديث: أي منهم سيكون أول الساعين لنيل الشهادة، وطبعاً دون علمهم أنهم سيكونون
في صفوف الاستشهاديين في يوم من الأيام، فكان اشرف السيد أولهم.

رداً على اغتيال الشيخ السركجي

والجدير بالذكر  أن القوات الصهيونية اغتالت القادة الأربعة الشيخ يوسف السركجي ونسيم أبو الروس وجاسر
سمارو وكريم مفارجة، كان على كتائب القسام أن ترد الضربة بأخرى مثلها، حيث قام القائد المهندس
مهند الطاهر بتجهيز محمد الخليلي، وتولى توصيله إلى منطقة قريبة من المغتصبة الشهيد سعيد
بشارات من بلدة “طمون” المشرفة على المغتصبة والمحكوم عليه بأربع مؤبدات، هي عدد قتلى العملية
الاستشهادية التي نفذها محمد زياد الخليلي، في أول عملية لاقتحام مغتصبة في الضفة الغربية،
لتتوالى بعدها العمليات المشابهة ، وقد أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام مسئوليتها عن العملية
كجزء بسيط من الرد على اغتيال الشيخ السركجي وإخوانه ضمن مجموعات سرايا الشهيد السركجي.
زر الذهاب إلى الأعلى