في مثل هذا اليوم، أصيبت أجهزة العدو الأمنية بالصدمة والذهول، بعدما تمكن الاستشهادي لبيب أنور عازم من تنفيذ عملية بطولية في قلب مدينة تل أبيب، موقعاً عشرات الصهاينة ما بين قتيل وجريح.
في تمام الساعة الثامنة وأربعين دقيقة من صباح الاثنين الموافق 24 تموز (يوليو) 1995، ورغم كل الإجراءات الأمنية الصهيونية المشددة في كل زاوية ومكان، تقدم الاستشهادي لبيب عازم تجاه حافلة صهيونية بالقرب من مبنى بورصة الماس وأضحت على بعد مائة متر من زاوية شارع “اباهيلل-لسكوف” وعندئذٍ، وقف المجاهد لبيب في وسط الحافلة، وشغل جهاز التفجير، ليدوي انفجار هائل،ليوقع أكثر من 6 قتلى صهاينة وأكثر من 40 جريح.
الحافلة رقم «20»
اختفى المجاهد القسّامي الاستشهادي لبيب عازم عن الأنظار قبل العملية بأسبوعين، وكان وقتها برفقة قائده المجاهد عبد الناصر عطا الله عيسى، الذي قام بتدريبه على طريقة تفعيل المتفجرات، وبعد شرح طبيعة الهدف وتفاصيل الخطة وطريقة تشغيل المتفجرات، قام الأسير القائد عبد الناصر بنقل المجاهد القسّامي/ لبيب عازم حاملاً حقيبة المتفجرات، في سيارته إلى ضاحية “بني براك” القريبة من “تل أبيب”، حيث استقل لبيب الحافلة رقم (20) المتجهة إلى ضاحية “رامات غان”.
وفي نحو الساعة الثامنة وأربعين دقيقة من صباح الاثنين الموافق 24 تموز (يوليو) 1995م، مرّت الحافلة بالقرب من مبنى بورصة الماس وأضحت على بُعد مائة متر من زاوية شارع (اباهيلل-لسكوف) وعندئذٍ، وقف المجاهد لبيب في وسط الحافلة، وشغل جهاز التفجير، ليدوي انفجار هائل محولاً مسار الحافلة إلى الجحيم.
دمر الانفجار الجانب الأيسر من الحافلة تماماً، وحطَّم جميع النوافذ وخُلع جزءٌ من سقف الباص، وانتُزِعَ غطاء المحرك ومخزن الحقائب، ما أدى إلى مقتل ستة صهاينة وأكثر من 31 جريحاً بينهم 6 في حالة الخطر.
وقد وقفت أجهزة الأمن والاستخبارات عاجزة عن تحديد هوية الاستشهادي والجهة التي تقف وراء العملية الفدائية، ويشكل هذا العجز بحد ذاته ضربة قوية لمصداقية أجهزة الأمن التي اضطرت لعرض صورة تقريبية للشهيد في التلفزيون الصهيوني والصحف، على أمل التعرف على هويته بمساعدة مصادر عربية.
ميلاد استشهادي
ولد الشهيد لبيب أنور فريد عازم بتاريخ 25-1-1973م في مدينة الزرقاء في المملكة الأردنية الهاشمية، وتعود جذور عائلته لبلدة “قريوت” قضاء مدينة نابلس، حيث عادت العائلة إليها بعد سنوات.
وفي حِلق مساجد بلدته “قريوت” نهل من معين القرآن الكريم، ومن صور حياة الصحابة الكرام تعرف على جهادهم وتضحياتهم في سبيل إعلاء راية القرآن العظيم.
تلقى شهيدنا البطل تعليمه في مدارس نابلس وبعدما أنهى الثانوية العامة، انتقل إلى الأردن ليكمل دراسته الجامعية حيث التحق بالكلية العربية، لدراسة الكمبيوتر.
جهاده
خلال سنوات دراسته في الأردن كانت الانتفاضة الأولى، قد اندلعت شرارتها في فلسطين المحتلة، وبدأت وبعد أن أكملت كتائب الشهيد عز الدين القسّام هيكلها النهائي للعمل، بدأت بتنفيذ العديد من العمليات الاستشهادية التي زلزلت أمن الكيان الصهيوني.
أما شهيدنا القسّامي القائد لبيب عازم الذي كان يتابع عبر وسائل الإعلام تفاصيل إنجازات المجاهدين وأخبارهم، فقد كان يهوله ما يقع على شعبه الفلسطيني من ظلم وإرهاب، واعتقال وتشريد للمواطنين، فشعر أن نداء الجهاد والاستشهاد يناديه، فلم يستطع تمالك نفسه من هول تلك المناظر، فحزم أمتعته تاركاً وراءه ما تبقى من دراسة متوجهاً إلى فلسطين، ليلتحق بصفوف المجاهدين.
كان من أبرز قيادات حركة المقاومة الإسلامية حماس في منطقته، فهو من أوائل من انضم إلى صفوفها، مبايعاً فيها قيادة الحركة على السمع والطاعة في المكره والمنشط، ليتسلم بعدها قيادة حركة حماس في بلدته، ويقوم بكل أعبائها الدعوية.
بعد سنوات من استشهاده، واصل الاحتلال احتجاز جثمانه، حتى تاريخ 31-5-2012م، حيث استلمت عائلته جثمانه الطاهر وقامت بتشييعه ودفنه في جنازة مهيبة.