الاستشهادي / طارق ذياب حميد
ميلاد شهيدنا :
طارق ذياب حميد وقد ولد في العام 1980م في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة ولشهيدنا الفارس طارق حميد ستة أخوة هو سابعهم وهو أكبرهم وقد تربى شهيدنا طارق الذي نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا على موائد القرآن الكريم في مسجد الشهداء شرق مخيم النصيرات.
وقد كان طارق ومنذ صغره مفعما بالجد والاجتهاد وكان مفعما بالنشاط فكان يقضي جل وقته في سبيل الله ومنذ صغره فكان عضوا نشيطا في الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية حماس حيث عمل فيها وهو في تعليمه الإعدادي مع الشهيد القسامي إسماعيل حمدان والشهيد القسامي مهند سويدان.
درس شهيدنا طارق القسام في مدرسة ذكور النصيرات الابتدائية للاجئين بالنصيرات وكان في مدرسته الطالب المؤدب النجيب الذي لا يبخل على أحد بجهود يطلبه إياها ثم انتقل إلى تعليمه الأساسي ليدرس الإعدادية في المخيم وفي هذه المرحلة .
طارق شهيد يمشي على الأرض
وقد أدرك طارق المعادلة أنها موتة واحدة فلتكن في سبيل الله تعالى ونعود قليلا بالزمان فمنذ أن بدأ طارق عمله في الجامعة الإسلامية فقد تعرف رحمه الله على الشهيد المجاهد محمد فرحات منفذ عملية عتصمونا الاستشهادية والتي قتل فيها سبعة جنود صهاينة بحسب اعتراف العدو الصهيوني .
فقد قضى الاثنان أحلى أيام العمر مع بعضهما البعض وبرفقة المعلم نضال فرحات وقد كان شهيدنا المقدام طارق حميد قد انضم إلى كتائب القسام في حي الشجاعية وقد شارك في العديد من العمليات البطولية وسنتطرق إلى جهاده لاحقا .
ومنذ أن رحل الاستشهادي محمد فرحات وبعد رحيل نضال عليه رحمة الله تعالى فقد أصبح طارق حميد بمثابة اليد اليمنى لخنساء فلسطين السيدة الكريمة المجاهدة أم محمد فرحات يلبي لها طلباتها ويقضى عنها كل ما تطلبه منه فقد كانت خنساء فلسطين بمثابة الأم الثانية لطارق حميد رحمه الله تعالى، ومنذ أن رحل محمد فرحات فقد تأثر طارق كثيرا باستشهاد رفق الدرب رفيق الصداقة الطاهرة حيث ترك في نفسه صدى واسعا وأثرا عميقا أقسم بعدها طارق أن يسير على نفس الدرب وأخذ من بعدها يبحث عن تنفيذ عملية استشهادية ينال بها من أعداء الله اليهود وها هو يصدق الله تعالى فيصدقه الله ونسأل الله العظيم أن يكون ممن قال فيهم: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}
قد انضم إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ أن كان طالبا في المرحلة الثانوية فقد شارك رحمه الله تعالى في إطلاق عشرات الصواريخ كما شارك في قصف المغتصبات الصهيونية بعشرات قذائف الهاون وقد شارك طارق رحمه الله في تفجير عدد من العبوات الناسفة التي استهدفت حي الشجاعية في الكثير من الاجتياحات.
طريق الحق …
فقد كانت نظرات شهيدنا طارق تؤكد مرارا وتكرارا بأن المقاومة هي الخيار الوحيد وأننا ماضون بخطى الواثق بنصر الله تعالى فركب جيبه وهو يبتسم ابتسامتين الأولى ابتسامة الواثق بنصر الله والمشتاق إلى الحور العين وإلى الجنات العاليات والابتسامة الثانية ابتسامة الاستهزاء بأعداء الله تعالى اليهود والاستهزاء بهذه الدنيا الفانية التي تسمن ولا تغني من جوع فرحل رحمه الله وقد زرع فينا البقاء رحل وقد علم العالم بأن خيار القسام هو الخيار وأن خيار المقاومة به يعز المرء وأنه لا سبيل إلا بالتمسك بهذا الخيار.
وصف العملية.. استشهادية جريئة
كان قدر الله يوم الأربعاء 28-4-2004م، حيث خرج طارق وركب جيبه وبدأت أحداث العملية المركبة والناجحة والتي إن دلت فإنما تدل على وجود أهم عنصر لدى المجاهدين وهو عنصر الإخلاص لله تعالى في البداية.
وقبل أن يدخل طارق إلى أرض المعركة بجيبه العسكري بدأت وحدة الإسناد الناري الخاصة التابعة لكتائب القسام بإطلاق النيران بغزارة على مواقع تواجد الجنود الصهاينة وعلى ما يعرف في المغتصبات (بالقلب العسكرية)وهي عبارة عن أبراج عسكري يرتقيها الجنود الصهاينة ليفرضوا سيطرتهم على ساحة المعركة ولكن وحدة الإسناد الناري التي أخذت بإطلاق النار على المواقع الصهيونية الأمر الذي أربك جنود الاحتلال فاختبأ الجنود تحصينا وخوفا من الرصاص
وفي هذه الأثناء أتيح الأمر إلى الاستشهادي طارق حميد بالدخول إلى الهدف ولكن لم يتمكن شهيدنا طارق رحمه الله باستهداف الهدف الذي كان مرسوما له لأسباب خاصة الأمر الذي جعل حيثيات العملية تتغير في عدة ثوان فقط .
وانطلق طارق كالبرق نحو الجيب الصهيوني فملئ قلوب الجنود بالرعب الأمر الذي جعلهم عاجزون عن التصرف في ثوان قليلة وشتان بين سرعة البديهة لدى طارق الذي غير هدف العملية في ثوان وبين البديهة الغبية لجنود الاحتلال فحاول الجنود الابتعاد عن الجيب وقبل أن يتجاوز ابتعادهم عن الجيب المترين أو الثلاثة فقط تمكن طارق من الوصول إلى لحظة الانتقال من الدنيا إلى جنات الخلد بإذن الله.
استقبال نبأ الشهادة
وقد استقبل ذوو الشهيد طارق خبر الشهادة بالتهليل والتكبير والتحميد على صعيد الرجال وبالزغاريد على صعيد النساء وقد استقبل ذوو الشهيد التهاني من الجماهير التي توافدت بالآلاف لتهنئة الأهل بالعملية الناجحة وبالروح التي كان طارق يحملها حتى ارتقى إلى العلا