الاستشهادي/ طارق حميد
تفاصيل العملية الاستشهادية للشهيد طارق حميد
ارتبط اسم الاستشهادي، الذي توافق اليوم ذكرى استشهاده التاسعة، الثامن والعشرين من نيسان لعام 2004م، كونه صاحب الرد الأول على اغتيال كيان الاحتلال شيخه مؤسس حركة “حماس” الشيخ الشهيد أحمد ياسين، والشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي.
وأقدم الاستشهادي طارق على تفجير جيبه العسكري، في إحدى الدوريات الإسرائيلية المتواجدة فيما كان يعرف سابقاً بمستوطنة “كفار داروم” جنوب قطاع غزة، لتعلن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس”، عن مسئوليتها عن العملية الاستشهادية التي أسفرت عن مقتل جميع الجنود الصهاينة الذين كانوا متواجدين في الجيب العسكري، وفق اعتراف وسائل إعلام الصهيونيةية بعد يومين من العملية.
وقال شهود عيان إن عمليات إطلاق نار عشوائي وكثيف تبع الانفجار وهرعت إلى المكان سيارات إسعاف صهيونية تابعة للجيش إضافة إلى طائرة عمودية نقلت قتلى و جرحى من المنطقة إلى مستشفيات العدو داخل الكيان الصهيوني.
وشوهدت النيران تشتعل في جيب وقتل من بداخله وأصيب آخرين وأشارت الكتائب الى ان العملية الاستشهادية تم تصويرها. واعترفت إذاعة العدو والقناة الثانية من التلفزيون الصهيوني بإصابة أربعة جنود بجراح أحدهم حالته خطيرة.
وأضاف الشهود أن دبابات حربية و آليات عسكرية صهيونية تحركت من المغتصبات الصهيونية والمواقع العسكرية المحيطة وتوغلت باتجاه منطقة وادي السلقا. وأغلقت قوات الاحتلال حاجزي أبو هولي وحاجز المطاحن وشرعت بعملية تفتيش كبيرة في المنطقة.
فخر واعتزاز
الحاجة “أم طارق” استوقفت من خلال حديثها بعضاً من الذكريات التي عايشتها مع نجلها البكر.
وقالت “لقد كان الالتزام الديني لنجلي طارق في مرحلته الإعدادية أمراً مدهشاً للجميع، وخاصة أبناء جيله”، مشيرة إلى أن طارق عمل أميراً للكتلة الإسلامية في مرحلته الثانوية، وقد التحق بالفرع العلمي غير أنه لم يكلل له النجاح فيه.
وعزت الأمر إلى الملاحقة المستمرة لنجلها إبان التسعينيات من قبل أجهزة السلطة، واختبائه في بيت الشيخ أحمد ياسين مع رفقاء دربه، نضال فرحات، وتيتو مسعود، وسعد العرابيد، وسهيل أبو نحل، وشيخه القائد العسكري صلاح شحادة.
واستدلت “أم طارق” بمقولة زوجها الشهيد الذي كان يردد لأهل بيته دائماً: “إن طارق على صواب، فاتركوه وادعوا له بالتوفيق والسداد”.وأضافت: “مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000م، بدأ طارق عمله العسكري برفقة الشهداء السابقين”.كان طارق يحدثني أن استشهاده سيكون في عملية استشهادية، وقد كان يودعني في كل مرة كان يخرج فيها لعملية استشهادية”.
“ولقد ودعني كثيراً، وفي كل مرة كان يودعني فيها يتم إلغاء العملية، وصولاً ليوم عمليته التي جاءت انتقاماً لاغتيال الشيخ الياسين، والرنتيسي”.
وتفتخر والدة الاستشهادي، وزوجة الشهيد، ببيتها الذي اعتبرته أحد البيوت الفلسطينية التي قدمت أبناءها فداء للدين وللوطن، غير أنها تتمنى أن يتم استرداد جثمان نجلها الاستشهادي لدفنه بجانب قبر والده.
وتقول: “كلما أتذكر نجلي الاستشهادي استذكر الشيخ أحمد ياسين، وأسد فلسطين عبد العزيز الرنتيسي”، داعية المولى أن يجمعها بالشهداء القادة، ونجلها وزوجها على ذات الطريق .
رحم الله طارق ورحم الله شهداؤنا وجمعنا بهم بجنان الخلد