شهداء فلسطينقصص الشهداء

الاستشهادي سعيد حسن الحوتري

نشأت شهيدنا

ولد شهيدنا البطل سعيد الحوتري في الاردن عام 1979 واصل تعليمه حتى الحادي عشر ثم اتجه الى التعليم المهني وتعلم مهنة كهرباء المنازل ، ينحدر من اسرة تسكن الاردن في منطقة عويجان في الزرقاء واسرته مكونة من تسعة اولاد ستة ذكور والباقي اناث وسعيد من الزوجة الثانية لابيه وحصل والده على لم الشمل من قبل زوجته وكان والده في زيارة لقلقيلية قبل عدة اشهر ، كان يقطن هو واخيه في بيت متواضع بعد انتقاله من الاردن الى قلقيلية  ، عمل في داخل الكيان الصهيوني فترة من الزمن في مجال الكهرباء، ووالده هاجر الى الاردن ايام النكسة عام 1967 ، وعندما سمع والده في الخبر  قال : انني فخور بابني واولادي جاهزون للدفاع عن وطنهم وفعل ما فعله  سعيد ، وتزامنت عملية الشهيد سعيد مع ذكرى النكسة واحتلال الضفة الغربية في الخامس من حزيران ، وفي عام النكسة تم تهجير  اهالي قلقيلية وتدمير اكثر   من 80% من بيوتها.
ذهب إلى مدينة قلقيلية في شمالي الضفة الغربية قادمًا من الأردن لكي يعمل ككهربائي ، ولأسباب أخرى منها أنها وطنه، وعليه أن يعيش بداخله ويخدم وطنه ، في العام 1999م انتقل الشهيد إلى قلقيلية وهي المدينة التي هاجر منها هو واسرته بعد احتلال الضفة الغربية في العام 1967م. هناك حيث بيت العائلة الكبير، اتخذ من أحد غرفه منزلاً له. كان يعمل في قلقيلية ومدينة جلجوليا داخل الخط الأخضر وكان سعيدًا بذلك.

صفات الشهداء

كان سعيد هدوئه وقار ا ليس من باب الضعف او الخجل فهو لاعب كاراتيه وقوي البنية رغم صغر حجمه يغضب اذا استفز ولا يحسب حساب احد مهما كان وضعه ومنصبه.
وقد أجمع كل من عرف سعيد تدينه الشديد، فلم يكن يغيب عن المسجد، يحضر الدروس الدينية، ويصلي كل الصلوات في المسجد. كان شابًّا محبًّا نظيف اليد واللسان، ومن أهم صفاته الهدوء والسكينة، فلم يكن يختلط كثيرًا بالناس، وأصدقاؤه لم يتجاوزوا الخمسة، ويبعث بما تيسَّر من مال إلى أهله في الأردن.

التنفيذ بمساعدة جاسوس

أما قصة وصول سعيد إلى تل أبيب فهي أشبه بالقصص البوليسية، فلقد قام بتوصيل سعيد عميل يتعاون مع المخابرات الصهيونية يعمل على تاكسي أجرة، حيث اتصل به أحد الأشخاص مدعيًا أنه يريد الذهاب إلى تل أبيب، وفعلاً جاء العميل الذي يملك سيارة تحمل لوحة صفراء صهيونية تستطيع التحرك داخل الأراضي المحتلة دون مشاكل، وجاء العميل إلى قلقيلية، وركب مع سعيد وشخصين آخرين، نزل الأول من السيارة عند المدخل الشرقي لقلقيلية، واستمرَّ الاثنان في رحلتهما إلى تل أبيب ولم يلاحظ السائق أو الجاسوس أي شيء غريب، وعندما وصلوا إلى ملهى الدولفين في تل أبيب نزل سعيد، وظل الشخص الآخر مع العميل وطلب أن يرجعه إلى قلقيلية وهنا بدأ العميل يشك.
وفي نصف الطريق طلب من الشاب الذي معه أن يتوقف في محطة بنزين لتموين سيارته، وفعلاً توقف وذهب إلى هاتف عمومي وقام بالاتصال بأخيه، وهو عميل أيضًا وبدرجة عالية عند الشاباك الصهيوني، وقال له بأن يبقى في مكانه حتى يتصل بالشاباك. ورجع العميل إلى السيارة، ولكن الشاب الذي انتبه إلى أن مؤشر البنزين يشير إلى أن السيارة لا تخلو من البنزين، فأسرع بالهروب من المكان ولم يتم القبض عليه، ورجع بمفرده إلى قلقيلية، وعندما قام سعيد بالعملية الاسشهادية وسمع بها العميل الصهيوني جنَّ جنونه؛ لأنه أصبح بنظر الشاباك الصهيوني متعاون مع كتائب القسَّام، وتمَّ تقديم العميل إلى المحاكمة بتهمة مساعدة مخرِّب.

فجر نفسه في عمق الكيان الصهيوني في تل أبيب والتي وقعت في ليل الجمعة الموافق 1/6/2001 واوقعت أكثر من عشرين صهيونيا وما يزيد على المائة وخمسين جريحا ، لتكون اعنف عملية شهدها الكيان الصهيوني منذ اكثر من خمسة اعوام باعترافهم ، واعادت الى الاذهان قدرة شعبنا على رد الصاع صاعين )واضاف البيان (واذ تزف حركة المقاومة الاسلامية  شهيدها البطل فانها تؤكد على شرعية الجهاد والمقاومة حتى دحر  بني يهود عن ارض فلسطين  وارتفاع راية الاسلام خفاقة فوق فلسطين كل فلسطين.

.

عمليات قلقيلية الاستشهادية

الاستشهادي سعيد كان ثالث استشهادي ينفذ عمليات استشهادية داخل الكيان الصهيوني، ففي 19/10/1994 قام جنرال التفخيخ الشهيد صالح صوي بعملية استشهادية  في شارع ديزنجوف في تل أبيب وقتل 22 يهوديا وجرح 108 جريحا منهم جراح خطيرة، وعلى اثر هذه العملية فقد العنكبوت الصهيوني صوابه لعظم عدد القتلى والجرحى، اما العملية الثانية فكانت في 28/3/2001 نفذها الاستشهادي فادي عامر جنوب قلقيلية وقتل فيها مغتصبان وجرح 20 آخرين، وقالت مصادر صهيونية وقتها بأن منفذ العملية كان متجها إلى تل أبيب إلا أن كثافة التواجد الأمني أعاق تحركه مما اضطره إلى اختيار هذا الموقع غير المزدحم أما العملية الثالثة فكانت في ليل الجمعة الموافق 1/6/2001 نفذها صاحب هذه السيرة وأسفرت عن مقتل 21 صهيونيا و130 جريحا

.

يا آل الشهيد اصبروا فالله بشركم

من يصبر اليوم يعط الآجر أخراه

لا تأسون على الشهيد فإن له

مقام صدق كريمًا عند مولاه

 

زر الذهاب إلى الأعلى