الاستشهادي المقدسي علاء أبو جمل
يصادف اليوم الذكرى السادسة لاستشهاد المجاهد المقدسي علاء أبو جمل، بعد أن نفذ عملية طعن ودهس مزدوجة أسفرت عن مقتل حاخام وإصابة آخرين غربي القدس المحتلة.
علاء الحنون
الشهيد علاء (33 عاما) هو أب لثلاثة أبناء أكبرهم خطاب (10 سنوات) ثم عبد الله (7 سنوات) ثم عمر (5 سنوات)، وقد كان يحصل أبناؤه على مساحة واسعة من حياته، فاعتاد اصطحابهم كل جمعة للصلاة في المسجد الأقصى، وعلمهم كثيرا من تعاليم الدين، وكان يؤمهم باستمرار في كل صلاة.
تعلم علاء هندسة الإلكترونيات في كلية “اورت” بالقدس، وعمل في هذا المجال مع شركة “بيزك”.
كان الشهيد هادئا وملتزما بدينه، وهو الأصغر بين أشقائه (4 بنات و3 أولاد)، ومحبوبا لهم جميعا، كما اعتاد تحمل مسؤولية العائلة حتى بعد زواجه، حيث كان كثير التردد على المنزل لإحضار ما ينقصه.
والدة علاء تتذكر ابنها الأقرب لقلبها كما تقول، والذي لم يغضبها يوما أو يسبب لها أي حزن، واعتادت أن تأكل الفاكهة من يديه، فدائما ما كان يُلزمها بتذوق الفاكهة من يديه قبل أن يأكلها هو، كما أنه شديد الارتباط بها ودائم الاتصال بها وأول من يسأل عنها عند دخوله المنزل.
الأيام الأخيرة
قبل أسبوع من تنفيذ عمليته؛ هدمت قوات الاحتلال منزل الشهيد غسان ابن عم علاء، الذي كان قد نفذ سابقا عملية طعن مع ابن عمه الآخر عدي.
وفي ذلك اليوم اعتدى جنود الاحتلال بالضرب على علاء بعد محاولته التصدي لهم، متسببين بكسور في عظام صدره، أخفاها الشهيد عن العائلة حتى اكتشفت ذلك من صور الأشعة التي عثرت عليها لاحقا.
أما ليلة استشهاده؛ فتروي عبير شقيقة الشهيد علاء أنه سهر مع العائلة في تلك الليلة، وشاهد التلفاز وتابع نشرات الأخبار ، دون أن تعلم العائلة أن هذه الجلسة هي الأخيرة، وأن ابنها سيكون أحد الأسماء البارزة في هذه الرواية.
استشهد صائما
في الثالث عشر من شهر تشرين الأول عام 2015، غادر علاء منزله صائمًا إلى عمله كما اعتاد، حيث كان يعمل في تركيب خطوط الهواتف في بلدتي عناتا وشعفاط.
وبعد اتصال والدته به عدة مرات، عاودها باتصال ليسمع ما تريد، فكان أن سمع دعاءها له بـ”الرضا والتساهيل”، دون أن تعلم أن كلماتها هذه آخر ما ستقوله له، حيث ورد اسم ابنها في خبر عاجل على وسائل الإعلام.
فقد أقدم نجلها الشهيد علاء على تنفيذ عملية أسفرت عن مقتل إسرائيلي وإصابة 7 آخرين بجراح متفاوتة بعضها خطيرة بعملية دهس وطعن، قبل أن تقوم قوات الاحتلال بإطلاق النار عليه، مما أدى لاستشهاده.
وقد أظهر الفيديو الذي بثته مواقع صهيونية شجاعة وبسالة الشهيد أبو جمل ومحاولته مهاجمة رجل أمن إسرائيلي خلال قيامه بإطلاق النار عليه.
وكما هدمت منزل غسان، عادت قوات الاحتلال لارتكاب الجريمة ذاتها في منزل الشهيد علاء، فكانت شعارات تمجيد الشهيد قد ملأت جدرانه.