الاستشهادي المجاهد رأفت نجيب أبو دياك
الميلاد والنشأة:
ولد الشهيد رأفت بتاريخ 15/5/1978م في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وتربى وسط عائلة ميسورة الحال.
تلقى تعليمه في مدارس المدينة، ثم أنهى الإعدادية والثانوية وحصل بعد ذلك على دبلوم في الهندسة الكهربائية.
واقع المعاناة اليومية التي عايشها الاستشهادي رأفت عززت فيه روح العمل الوطني المقاوم منذ صغره خصوصاً وهو يرى
ممارسات الجنود البشعة في مدينته من ظلم واضطهاد، واعتقال وقتل على مرآى ومسمع من العالم دون أن يحرك أحد ساكناً،
فما كان منه إلا الانخراط في صفوف المقاومة الفلسطينية.
عرف طريق الالتزام في المساجد منذ نعومة أظافره، فكان من المداومين في مجالس العلم والذكر الحكيم.
عرفته الناس مطيعاً لوالديه، محباً لإخوانه، واصلاً لرحمه، لطيف الطبع والمعاملة، صاحب إيثار وتضحية تطبيقاً لما تعلمه من أخلاق
القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
عُرِف الشهيد أبو دياك بالسرية والكتمان، كما تميز بالبأس والقوة والشجاعة فكان قائداً لرفاقه إلى ساحات الجهاد ضد الصهاينة.
مشواره الجهادي:
انضم المجاهد أبو دياك إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي وانخرط في جناحها العسكري سرايا القدس، فتمكن من المشاركة
في الاشتباكات ضد الاحتلال الصهيوني، وكاد يتعرض لإصابات في أكثر من مرة جراء المواجهات التي كانت تدور بين مجاهدي
سرايا القدس وجنود الاحتلال.
لم يتعرض المجاهد رأفت للاعتقال منذ بداية مشواره الجهادي، ونجا من الملاحقة والاعتقال غير أن جثمانه الطاهر احتجزته قوات
الاحتلال الصهيوني فيما يسمى بمقابر الأرقام.
موعده مع الشهادة:
انطلق المجاهد أبو دياك متزنراً بحزامه الناسف وحاملاً في قلبه الإيمان واليقين بنصر الله تعالى، وحاملاً آهات أبناء شعبنا الفلسطيني
وعذاباتهم، ليقول لهذا العدو الجبان لا وجود لك هنا فهذه أرض الأنبياء.. أرض العزة والميعاد.. أرض الشهداء وأرض الإسراء والمعراج،
فارحل عنها يا عدو الله مذلولاً مهزوماً تجر أذيال الخيبة والعار.
تمكن الاستشهادي من اختراق حصون العدو وكافة الإجراءات الأمنية المشددة من قبل الاحتلال والوصول إلى منطقة وادي عارة قرب
مدينة أم الفحم داخل أراضينا المحتلة عام 1948م، وفي حوالي الساعة السابعة من صباح يوم الأربعاء 20/3/2002م، تمكن من الصعود
إلى حافلة ركاب صهيونية تابعة لشركة “إيجد” كانت تنقل جنود الاحتلال إلى معسكراتهم وفور صعوده للحافلة فجر جسده الطاهر.
وأفادت التقارير الصهيونية أن العملية الاستشهادية أوقعت 7 قتلى، في حين أفادت طواقم الإسعاف التابعة لنجمة داود الحمراء أن عدد
المصابين في العملية لا يقل عن 30 بينهم 10 في حالة الخطر الشديد.
وبحسب مصادر صهيونية فإن الاستشهادي أبو دياك فجر نفسه داخل حافلة الركاب التي كانت في طريقها من تل أبيب إلى الناصرة
شمال فلسطين المحتلة، وأفادت المصادر أن الاستشهادي كان يرتدي ملابس كثيفة ووقع الانفجار بعد لحظات من ركوبه.
ووصفت الإذاعة الصهيونية مشهد العملية الاستشهادية بالمريع حيث تنتشر الأشلاء في طريق وادي عارة قرب مدينة أم الفحم،
وقال شاهد عيان كان يستقل سيارة تسير خلف الحافلة إن الانفجار كان شديداً لدرجة أنه مزق الحافلة وقذف بأجزاء منها في الهواء.