شهداء فلسطين

الاستشهادي المجاهد حامد الرنتيسي

وقفت عائلة الرنتيسي برفح تستقبل التهنئة بعرس الشهادة في ارتقاء ابنهم الاستشهادي حامد الرنتيسي، وتحول

الاستقبال وبيت التهنئة إلى عرس فلسطيني يأتي إليه الوفود من كل مكان، ووقف محمد شقيق الشهيد حامد وهو

مرفوع الرأس وقال: “حامد بطل مجاهد قاوم الاحتلال بجدارة وهو يستحق وسام الشهادة عن استحقاق وجدارة”.

محمد أظهر فخره واعتزازه بشقيقه وقال: “لقد رفع رأس الشعب الفلسطيني عاليا وهو فداء الوطن”، في حين استقبلت

والدة الشهيد النساء بالدعاء وقالت: “الله يرحمه كان رجلاً رفع رؤوسنا عالياً وضحى بنفسه من أجل الوطن، وهو شاب

متدين جداً، وكان شجاعاً، وأنا أبارك له الشهادة، وأدعو الله أن يلحقنا به في الجنة”.

الميلاد والنشأة:

ولد الاستشهادي حامد الرنتيسي بين أزقة حي البرازيل برفح جنوب قطاع غزة، لأسرة فلسطينية مجاهدة هُجرت من

قريتها “يبنا” المحتلة على يد الصهاينة عام 1948م.

نشأ المجاهد في أحضان المخيم وعاش على حكايات البطولة، منا روت له أمه مأساة الهجرة ومعاناة اللاجئين وتضحيات

شعبنا، بالإضافة لذلك شاهد حامد كغيره من أطفال فلسطين عربدة المحتل فأبى إلا أن يكون الرجل الشديد على

الأعداء، فأعد نفسه ليوم الشهادة.

تلقى الاستشهادي حامد الرنتيسي مسيرته التعليمية في المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث

للاجئين الفلسطينيين، ومن ثم أنهى المرحلة الثانوية في مدرسة طه حسين.

عاش نشأة طيبة بمسجد أبي بكر الصديق في حي البرازيل، وكان ملتزما بصلواته فيه.

مسيرته الجهادية:

كان لحامد صولات وجولات؛ حيث تربى على حب الجهاد والمقاومة، كما التحق الاستشهادي حامد الرنتيسي في لجان

المقاومة الشعبية، وتدرج في العمل بها حتى أصبح أحد أعضاء ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري التابع لها،

فأخذ على عاتقه أن يقدم نفسه في سبيل الله.

موعده مع الشهادة:

كان الاستشهادي حامد الرنتيسي قد خرج متوضئاً ممتشقاً سلاحه إلى جهة غير معلومة، والتقى بمجموعة من

المجاهدين قاصدين مكان العملية البطولية عملية “الوهم المتبدد”، وبعد أن أدى صلاة الفجر جماعة تعانق الأحبة من

كافة الفصائل الفلسطينية، وكان برفقته الشهيد محمد فروانة؛ حيث استُشْهِدا معاً أثناء مشاركتهما بالعملية في فجر يوم

الأحد 25 حزيران / يونيو 2006م، والتي نفذتها (كتائب القسام، وألوية الناصر صلاح الدين، وجيش الإسلام)؛ حيث اعتبرت

الأجنحة الثلاثة هذه العملية ضربة قاصمة للعدو، ورسالة بليغة وأخيرة لوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني.

وعن العملية:

وقال أبو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية: إن عملية “الوهم المتبدد” استهدفت مواقع الإسناد والحماية

التابعة للجيش الصهيوني، وهذا الموقع هو موقع عسكري استخباري يمتد لمسافة تقارب الكيلومتر.

بالإضافة لذلك أشار الناطق إلى أن العملية بدأت في تمام الساعة 05:15 بقصف تمهيدي وإشغال لحامية معبري

“صوفا وكرم أبو سالم” الصهيونيين بمدفعية الهاون والرشاشات.

كما أضاف: “بدأ التنفيذ الفعلي الذي قامت به (وحدة الإنزال خلف الخطوط) المشتركة بين كتائب الشهيد عز الدين

القسام وألوية الناصر صلاح الدين وجيش الإسلام؛ إذ أجهزت هذه الوحدة على طاقم الموقع بالكامل، وأوقعتهم بين

جريح وقتيل، كما تم تدمير دبابة من طراز ميركافاه 3 بشكل كامل، وناقلة جند مصفحة، وتم الإجهاز على طاقميهما، كما

تم تدمير الموقع العسكري الاستخباري بشكل جزئي، وخلال هذه العملية غير المسبوقة ارتقى المجاهد محمد فروانة

والمجاهد حامد الرنتيسي من ألوية الناصر صلاح الدين”.

هذا وأوضح أنه “تم تنفيذ العملية بشكل خاطف، وبخطة محكمة بحمد الله وتوفيقه ورعايته، وعبر عمل استخباري أمني

طويل للمقاومة التي آثرت أن تكون هذه المرة في هذه العقدة العسكرية الحصينة؛ لتكون رسالة بليغة وأخيرة لقيادة

العدو أن تجنب المدنيين نيرانه الحاقدة”.

زر الذهاب إلى الأعلى