شهداء فلسطينعمليات جهاديةقصص الشهداء

الاستشهادي البطل فادي القنبر

 

للقدس سر واحد

 

على موعد مع الحياة كان الشهيد  البطل فادي القنبر ابن القدس المحتلة …على موعد مع وجه القدس الصباحي في جبل المكبر الذي زين عمره بكل عبق التاريخ والمقاومة  انتظر الاستشهادي فادي القنبر ليهدي قلبه لمدينة التاريخ…المدينة التي لم تعرف الا الانتصار في مقاومتها.

مدينة التاريخ تلفظ من تسلق جدرانها وأقام مستوطناته وغير من أسماء شوارعها وتستعيد في 8-1 كل بهاء حضورها وتعلن أن مستوطنة ” أرمون هنتسيف” المقامة على جبل المكبر ستشهد على هزيمتكم.

لم ينتظر الاستشهادي فادي القنبر قمماً عربية ولا حفلات تفاوض. ولا أسلحة تمده بالصمود. انتظر ابتسامة أطفاله في قمر القدس الذي أمد سنوات عمره باليقين أن فلسطين لا تقبل القسمة على اثنين…القدس واحدة موحدة_ وطريق الانتصار هو طريق المقاومة-  المقاومة وحدها الناطق الرسمي باسم أبنائها.

تقول زوجته تهاني القنبر :طلب زوجي أن أعد له وجبة الغداء…وكان الطلب الأخير. وحين سمعت بخبر استشهاده شعرت أن حوار فادي الأخير كان يخفي كل ذلك الشوق للشهادة. شهادة ستجعل أطفاله الأربعة فخورين بأب لم يورثهم الهزيمة.

على موعد الشوق كان ينتظرهم شوق الثأر لكل جراح القدس وفلسطين. شوق الثأر لدير ياسين وقبيه وقانا…وكان يعد سنوات عمره التي شهد فيها إرهاب المحتل وبناء أسوار القتل. راقب من بعيد في شاحنة الثأر لحظة تجمعهم في مستوطنة “أرمون هنتسيف” وقلبه يردد فلسطين كل فلسطين…لم تخذله شاحنته وكانت لحظة الثأر من جنود النخبة ..,اشتدي يا أرض الشهداء.

هي لحظة الانتصار على جنود القتل وهوت عجلات الانتفاضة لتقتل أربعة جنود وتجرح 15 آخرين جرح سبعة منهم خطيرة.

في ذهول المشهد هرب جنود النخبة…لم تتسعهم الأرض وعويلهم يملأ فضاء المكان.

أسرع الشهيد فادي وعاد مرة أخرى للوراء ليقتل أكثر لصرخات أطفال فلسطين وليستعيد حرية القدس وإن في دقائق …حرية لن يسقطها إرهاب دولة الاغتصاب.

العملية البطولية التي نفذها الشهيد البطل أكدت على خيار المقاومة الأوحد في مواجهة كيان الاحتلال…وقلبت مرة أخرى طاولات التفاوض وجعلت قادته يعبرون عن رعبهم من عملية لم يتوقعوا حصولها رغم كل التدابير الأمنية المتخذة…ووصفت الصحف الصهيونية أن هذه العملية تشكل جرس إنذار خطير على أن انتفاضة القدس لم تهدأ وكل التقديرات كانت غير دقيقة وخاطئة.

الشهيد فادي القنبر ابن جبل المكبر بدمه وقع وثيقة انتصار لخط المقاومة التي لا تعرف إلا طريق المقاومة.

ابن القدس…ابن فلسطين…قال  باسم كل الشعب الفلسطيني أن فلسطين ستظل تنجب الشهداء ولن يكسرها الحصار والارهاب والابعاد والاستيطان…ستظل ترفع راية  الشهادة.

عملية جبل المكبر عرت أنظمة  القتل العربية…عرت كل من يتاجر باسم فلسطين وقضيتها…وأثبت معادلة واحدة وحيدة أن شعباً  يقاوم لن يسقط الراية.

الاجراءات التي اتخذها كيان الاحتلال من اعتقال ذوي الشهيد ومحاصرة  منزله لن ترهب شعبنا…فشعب  المقاومة سيظل على عهد  الرجال  الرجال .

فادي قنبر أيها المنتصر  سيبقى اسمك  عالياً عالياً …وسيكمل شباب فلسطين درب انتصارك.

بقلم لينا عمر

زر الذهاب إلى الأعلى