شهداء فلسطينعمليات جهاديةقصص الشهداء

الاستشهادي إبراهيم السراحة

الاستشهادي  إبراهيم السراحة، أحد الذين تأثروا باغتيال الشهيد عياش وقرر الرد على تلك العملية بتفجير

نفسه في حافلة صهيونية في مدينة عسقلان في الأراضي المحتلة عام 1948م .

من هو الاستشهادي إبراهيم السراحنة؟!

مولد الشهيد والنشأة

في  أسرة متواضعة ومتدينة تعيش في مخيم الفوار للاجئين جنوب الخليل  ولد الاستشهادي

إبراهيم أحمد حسن السراحنة وذك عام 1971، وهو السادس بين أخوانه  (6 إخوة و3 أخوات)،

وبين أزقة المخيم تربى على الإيمان وترعرع، وفي مدرسة المخيم الأساسية درس مرحلته الابتدائية

ثم انتقل إلى المدرسة الشرعية للأيتام في الخليل ليكمل فيها دراسته حتى الثانوية العامة.

وحافظ ابراهيم على اجتهاده في الدراسة حتى أنهى الثانوية العامة في الفرع الأدبي، ثم التحق

بكلية الشرعية بجامعة الخليل ولم ينتظم فيها سوى شهرين، حيث لم يوفق بالاستمرار في الدراسة

لصعوبة الظروف المادية فقرر ترك الدراسة والعمل في مجال البناء والتجارة على أن يعاود الدراسة لاحقا.

عمل الشهيد في التجارة الحرة لمساعدة عائلته فكان يبيع الكتب والعطور دون أن يغيب عن مسجد

الفوار القديم والبقاء على صلة مع إخوانه، ويشهد له من عرفه في أزقة المخيم أنه كان حريصاً على قول الحق

والدفاع عنه، وكان كثير الأدب متدين، دائم الابتسامة، إضافة إلى كونه هادئ وكتوم لدرجة أن والدته وصفته

بأنه كالبحر يخفي ما يدخله.

وتقول عائلته إن وقبيل استشهاده بأيام كان قد أنهى بيته من  التجهيزات تمهيدا للزواج.

عمل من نوع آخر

في 23 من شباط من عام  1996 أبلغ الشهيد أقاربه أن قرر البحث عن عمل جديد في مدينة رام الله

ليتغلب على الظروف المادية الصعبة، وبالفعل غادر إلى مدينة رام الله للبدء في العمل الجديد

لكنه عمل من نوع آخر، حيث بدأ الاستعداد للقاء ربه شهيدا في وطنه الذي شرد منه.
وبعد ثلاثة أيام 25/2/1996  الذي يصادف أيضا ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف،

انطلق الاستشهادي إبراهيم متمنطقا بحزام ناسف إلى محطة للباصات في مدينة عسقلان حيث فجر

نفسه في أول رد قسامي على عملية اغتيال المهندس يحيى عياش، فأوقع عشرات القتلى والجرحى بين جنود

الاحتلال الذين لم يعترفوا سوى بمقتل مجندة وإصابة أربعين آخرين.

انتشار الخبر

بعد العملية بدأ تداول اسم الشهيد إبراهيم، لكن العائلة استعدت ذلك، لكن بعد تأكيده وترديده من قبل

وسائل الإعلام الصهيونية، وغياب إبراهيم وانقطاعه عن الاتصال بهم أيقنت العائلة أن العمل الذي كان

يبحث عنه إبراهيم ليس لإعمار بيته بزوجة مؤمنة، وإنما عمل ليكون منزله الجنة

وكعادته جهز جيش الاحتلال نفسه للانتقام الجماعي من عائلة الاستشهادي الذي اخترق حصونهم

ورد على اغتيال عياش في قلب كيانهم وبين جنودهم، وبالفعل تم اقتحام المخيم ومحاصرته

واقتحام منزل ذوي الاستشهاد إبراهيم وتفتيشه والعبث بمحتوياته.

ولم تكتف قوات الاحتلال بعملية التفتيش الفاشلة بل  أغلقته لمدة أسبوع وقامت بهدمه بتاريخ 20-3-1996،

ثم منعت إزالة الركام وبناء أو بناء بيت آخر مكانه أو بجواره، ثم واصلت عمليات القمع والاضطهاد الجماعي

لعائلة الشهيد وأشقائه فاعتقلت خمسة من إخوانه لفترات تتراوح بين أيام وشهور.

ولا زالت عائلة الاستشهادي وإخوانه يتعرضون للمضايقات والملاحقة والاعتقال في البيت وعلى الحواجز، كما

يتعرض منزلهم الذي أقاموه على في قطعة أرض صغيرة منحت لهم من قبل وكالة الغوث للاقتحام.

احتجاز الجثة

منذ تنفيذ عمليته البطولية لا زالت قوات الاحتلال تحتجز جثه وترفض تسليمها، لكن مع التهدئة الأخيرة

تفاءل ذووه خيرا بإعادته بعد تلقيهم وعودات من قبل بعض الفصائل بذل، لكن الآمال بدأت تتبدد مع استمرار

الاحتلال في انتهاكاته واقتراب الأوضاع من الانفجار.

وتؤمن عائلة الشهيد السراحنة أن أرض فلسطين واحدة وأنه أينما دفن فهو شهيد لا يضيره احتجاز جثته

الأمر الذي يسعى الاحتلال من خلاله إلى تنفيس أحقاده، كما تؤمن العائلة بأنها ستعود يوما إلى ديارها

ووطنها الأصلي مهما طال الغياب والجبروت الصهيوني.

زر الذهاب إلى الأعلى