في نور شمس قضاء طولكرم؛ ولد الشهيد أحمد عمر عليان عام 1979، إذ نشأ منذ نعومة أظفاره في بيئة ملتزمة دينيا، فعُرف عنه حسن الخلق وطيب المعاملة والبساطة، حتى أحبه كل من تعامل معه.
تلقى تعليمه الأساسي في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في مخيمه، ثم انتقل إلى مدارس مدينة “طولكرم” ليلتحق بالتعليم الثانوي فيها، فدرس في المدرسة الفاضلية الثانوية التي خرّجت عشرات الشهداء والأسرى من مقاتلي القسام وأبطاله النوعيين.
تمتع أحمد بصوت جميل، أهّله للعمل مؤذنا لمسجد أبي عبيدة في طولكرم، حفظ 25 جزء من القران الكريم، وأتقن قراءته حتى غدا مقرئاً جميل الصوت متقن الأداء، مما دفع إحدى شركات الإنتاج الفني في مدينة طولكرم لتسجيل صوته وهو يقرأ القرآن على أشرطة “الكاسيت” كونه مقلداً للشيخ “عبد الباسط عبد الصمد”، وبذلك يكون القران قد ملأ عليه حياته مترجما حروفه على سلوكه بين أصحابه، فكانت جميع ساعاته يقضيها مع التلاوة، يرتل ويجود.
خرج أحمد عليان بعد صلاة الفجر من محرابه إلى محراب الجهاد والاستشهاد، ليكون المبشر الأول في العهدة العشرية القسّامية التي زلزلت أركان العدو في سلسلة من العمليات الاستشهادية النوعية، ضمن عمليات وعدت بها كتائب القسام، بعد وصول المجرم شارون إلى سلم رئاسة الوزراء.
ويعتبر الاستشهادي أحمد عليان ممن شملته باكورة العمل الاستشهادي في الضفة الغربية، وذلك تزامنا مع بدء انتفاضة الأقصى المباركة، ففور اختياره لتنفيذ العملية، لبّى الشهيد نداء الجهاد وبعد أن ودّع والدته طالبا منها الرضى، تمكن الاستشهادي أحمد عليان الذي ينتمي إلى كتائب القسام من اقتحام كافة حصون الاحتلال وإجراءاته الأمنية المشددة في ظهيرة يوم عرفة 4/ مارس/ 2001 م، ليضرب بذلك منظومة الأمن الصهيونية التي بدأت تترنح من ضربات المقاومة الفلسطينية الباسلة.
خرج أحمد صائما محتسبا ونية خالصة، وفجر حزامه الناسف الذي أعده له إخوته المجاهدين وسط شوارع مدينة نتانيا، ليسفر الهجوم عن مقتل 4 مغتصبين وجرح نحو 40 آخرين.