الاستشهادية هبة دراغمة
من هي الاستشهادية هبة دراغمة؟
ولدت الاستشهادية هبة دراغمة ابنة قرية طوباس عام 1983 في أسرة متواضعة، تتكون من ثلاثة أشقاء أكبرهم بكر الموقوف منذ عام ونصف في سجون الاحتلال وأربعة بنات هبة أصغر شقيقاتها. كانت تقضي أوقاتها إما مع أسرتها التي تربط بينهم علاقة مميزة أو في الدراسة وقراءة القرآن والكتب الدينية، لديها من الإلتزام الديني والأخلاقي ما يجعل انتمائها لوطنها صادق تتألم لألم شعبها وتحزن لما يُرتكب من جرائم صهيونية في حقهم.
كانت الشهيدة هبة من المتفوقين في جامعتها (القدس المفتوحة) كلية الأداب تخصص لغة انجليزية. تفوق هبة في نيل أعلى الشهادات لم يقتصر على الشهاة الجامعية، فقد كانت دائما تعد والدها بأنها ستحضر له شهادة مميزة عن كل الشهادات. ولكنه لم يكن يعرف ماهي تلك الشهادة إلى حين أوفت بوعدها وجاء نبأ استشهادها.
عُرفت هبة بذكائها وشجاعتها، ففي فترة دراستها الثانوية كانت بلدة طوباس تخضع لحملة مداهمات واعتقالات أمنية من قبل جيش الاحتلال الصهيوني. الذي فرض منع التجوال حتى على الطلاب الذين كان لديهم امتحانات ثانوية وبعد الكثير من المفاوضات سمح لهم بتقديم الامتحانات. تكمن قصة هبة بأنها كانت منقبة منذ الصف السابع، ولكن بما أنها تتعامل مع عدو لا يفقه سوى لغة الحقد والكره فقد طلب منها رفع النقاب وإلا تمنع من اكمال طريقها إلى المدرسة، ولكنها رفضت وبإصرار مما جعل الجنود يرفعون برشاشاتهم إلى رأسها، إلا أن بكاء صديقات هبة اللواتي رافقنها. جعلها ترفع النقاب، وهي مهددة للجنود بأنه لولا بكاء الطالبات لما حلموا بكشف نقابها ومن ثم قامت”بالبصق ” عليهم..
في يوم الاثنين الموافق ل 19/5/2003 م، كان يوم عادي بالنسبة لأي شخص إلا هبة دراغمة التي تحاولت أن تظهره على أنه كذلك. حيث قامت بإتلاف جميع صورها، ومن ثم الذهاب إلى السوق لشراء بعض الملابس وبعض الأغراض وذلك لتمويه القوات الصهيونية عما ستقوم به في ظهر ذلك اليوم.
تناولت فطورها مع والديها كالمعتاد ومن ثم ذهبت إلى جامعتها، وكانت قد طلبت الدعاء من والديها بالتوفيق في امتحانها القادم. وما إن دقت الساعة الخامسة والعشرون دقيقة كانت هبة على مدخل الشرقي لمجمع “هعكيم” التجاري في مدينة العفولة، على انها طالبة صهيونية. طلب الحراس منها فتح حقيبتها لتفيش كأي شخص يدخل المجمع، إلا أنها أدارت ظهرها فحاولوا الإمساك بها ولكن كان دوي الانفجار أسرع ليحولهم إلى أشلاء. مما أدى إلى مقتل أربعة صهاينة على الأقل وإصابة 20 آخرين وصفت حالة أربعة من بين الجرحى الـ15 بأنها خطرة.
.