شهداء فلسطين

الاستشهادية البطلة ” زينب علي أبو سالم “

ارتدت زينب علي أبو سالم (18 عاما) حجابها وخرجت من بيتها فيمخيم عسكر بنابلس عازمة على أمر لم يكن يعرفه سوى احد،،حيث أصابت الصدمة كافة سكان مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين شرقي نابلس عندما وصل نبا تنفيذ ابنة المخيم زينب أبو سالم للعملية الاستشهادية في التلة الفرنسية بالقدس الأربعاء الماضي والتي قتل بها إسرائيليان وتبنتها كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح ،حيث  فجّرت نفسها  بحزاماً ناسفاً ، كانت تتحزّم به ،بالقرب من محطة انتظارٍ للجنود الصهاينة المسافرين في سيارات خصوصية إلىمنطقة البحر الميّت ومستوطنة “معليه أدوميم” كبرى المستوطنات الصهيونية في القدسالمحتلة . وقد نفّذت الاستشهاديّة العمليّة رغم أنها خضعت لتفتيشٍ من قبل رجالالأمن الصهاينة قبل وصولها المحطّة المقصودة ، وحسبما ذكرت المصادر الأمنيةالصهيونية ، أسفرت العملية عن مصرع جنديّ صهيونيّ وآخر مستوطن صهيوني وإصابة 16 بينجنود و مستوطنين صهاينة ، جراح اثنين منهم بالغة الخطورة وواحد إصابته متوسّطة ،والبقيّة إصابتهم خفيفة وقال قائد شرطة القدس ايلان فرانكو ان اعتراض القتيل الاول للفدائية أسهم فيتفادي ارتفاع الحصيلة لأنه منعها من الاقتراب من جمع كبير من الأشخاص في نقطةالتوقف.

نشأتها

ولدت زينب -18عاما- بين أزقة المخيم وتلقت تعليمها الأساسي في مدارسه التابعة لوكالة الغوث، وترتيبها الرابعة لعائلة مكونة من 8بنات وولدين، عرف عنها حسن الجيرة والأخلاق العالية.
وقد أنهت زينب المرحلة الثانية بنجاح قبل شهرين من استشهادها ، لكنها لم تستطع الالتحاق بالجامعة لصعوبة الأوضاع المالية لوالدها الذي يدير محطة تلفزيون محلية تسمى “قصر النيل”.

رحلتها لشهادة

وقد خرجت الفدائية من بيتها الساعة العاشرة صباح الأربعاء بتاريخ 22-9-2004 وأخبرت والدتها أنها ذاهبة إلى منزل شقيقتها الكبرى ريم في منطقة المساكن الشعبية المجاورة للمخيم، لكن اتجهت صوب مدينة القدس وتفجر نفسها في مجموعة من الجنود وتقتل 2منهم وتصيب عدد أخرى بجروح.
هادئة جدا

أهالي مخيم عسكر يفتخرون أن تكون الاستشهادية جارتهم فيقول أحد جيرانها: لم يتوقع أحد منا أن تكون زينب هي من نفذ العملية، فهي هادئة جدا، ولم يعرف عنها من قبل أن شاركت في فعاليات الانتفاضة، ومع ذلك فنحن نفخر بها ونعتز أن تكون ابنة مخيمنا هي من لقن الصهاينة درسا لن ينسوه.
ويضيف جارهم “بعد أن وصلنا خبر من مصادر موثوقة أن زينب هي من نفذت العملية الاستشهادية، أراد بعض الناس أن يذهبوا على الفور إلى منزلها وإخبار أهلها بذلك، فرفضنا ذلك وانتظرنا حتى تأكد النبأ وحتى تلك اللحظة لم تكن أسرتها تعلم شيء عن الموضوع”، ويضيف “أنا أسكن بالقرب من بيت الاستشهادية، وأهلها يعرفونني تمام المعرفة، ومع هذا طلبنا من أحد أقاربهم أن يذهب لبيتهم لكي يجس نبضهم ويخبرهم بالموضوع بشكل تدريجي خوفا على والديها لان صحتهم متراجعة وخاصة الأب الذي يعاني من مرض القلب”.

وما أن علمت الأم بان أبنتها هي من نفذ العملية، حتى وقعت على الأرض مغشيا عليها وكذاك شقيقتها رشا، وبدأ الآخرون في البكاء وخاصة عمتها التي تقطن في البيت الذي يقع أسفل منهم، فقد كانت علاقتها قوية مع زينب وتقضيان معا معظم الوقت.

تفجير منزلها

وتابع جار الشهيدة “اتصلت مع والدها والذي كان خارج المنزل، فعرفت من نبرة صوته أن قد عرف الخبر، وما أن وصل وشاهد جموع الناس تقف قرب منزله حتى وقع هو الأخر مغشيا عليه ونقلناه على وجه السرعة للمستشفى”.

وقام أهالي المخيم بإخلاء المنزل من كافة محتوياته، تحسبا لإقدام الجيش الإسرائيلي على هدمه كما حصل مع عائلات استشهاديين سابقين، وهو ما حدث بالفعل فجر اليوم الخميس، حيث أقدمت قوات إسرائيلية تابعة لسلاح الهندسة بتفجير المنزل بواسطة تفريغه هوائيا.وكان منزل الاستشهادية قد تعرض خلال عمليات الاجتياح المتكررة للمخيم للمداهمة والتفتيش وتكسير كافة محتوياته من قبل الجيش الإسرائيلي، كما أن أحد أقاربها وهو خميس أبو سالم –عضو في كتائب القسام التابعة لحماس- قد استشهد برفقة أخر خلال اشتباك مسلح مع جنود إسرائيليين قد أكثر من عام.

 الحجاب يزين رأسها

 لم يوجد أروع من مشهد كهذا لفتاة قد تحول جسدها إلى نتف من اللحم ولم يبق منه إلا رأسا يعلوه حجاب لم يمس , استعصى على المتفجرات واستعصى على النيران ليشهد مع التاريخ ويشهد له التاريخ أن لا قوانين فرنسا ولا نيران صهيون تستطيع أن تنزع عن المرأة المسلمة حجابها , حجابها الذي صار شوكة ورد تؤرق الاستراتيجيات وتتخلف عن قوته المدافع..

 

وخلال قدوم وحدات عسكرية لهدم المنزل في ساعات الفجر، استدعى الضابط العسكري والدة زينب، بالرغم من وضعها الصحي، وأجبرها على الصعود وحيدة برفقتها لمنزلها  الخالي، وهناك سألها عن غرفة أبتنها،قبل أن يريها صورة لها وهي مستشهدة بعد تنفيذ العملية ولا يظهر منها شيء سوى رأسها وبقايا لجسدها. والملفت للانتباه كما ذكرت الأم أن الحجاب بقي على رأس أبنتها، رغم تناثر أشلائها في كل مكان.

قصيدة مهداه

أيُّ نجمٍ ؟ أيُّ كوكبْ ؟
ذلك النورُالمُحَجَّبْ ؟!
أيُّ وجهٍ لملاكٍ

منه للإنسان أقربْ
أيُّ إحساسٍ غريبٍ
منهُ لا يوجد أغربْ ..
يعتريالمسلمَ مِنَّا
إن رأى صورةَ زينبْ ؟!
هل ترى يفرحُ؟!

أم يبكي ،
من القهر ، و يغضبْ ؟!
هل سيبقى فيه لُبٌ
و هي بالألباب تذهبْ ؟!
صورةٌ شرَّقَ فيها
جسمُها ، والرأسُ غرَّبْ .
أبنه المليار منها
أبنه الصِّفرُ المُكَعَّبْ؟!
كي يرى بنتَ بلادي
تربح البيعَ و تَكسبْ
و يرىتاريخَ شعبٍ
عبقريٍّ ، كيف يُكتبْ
زمنٌ أغبرُفيهِ
كُلُّ شيءٍ باتَ يُقْلبْ
أصبحَ الأرنبُ ليثاً
فيهِ، و الليثُ كأرنب

كم شربنا المُرَّ فيهِ
و أكلنا ألفمَقْلَبْ
و اخترعنا ألفَ حزبٍ
و اتَّبَعْنا ألفَمَذهبْ
قِطُّنا غابَ ، فجاءت
عندنا الفئرانُتلعبْ
أرضُنا تُسلَبُ منا
و حقولُ النفطِتُنْهَبْ
بينما الأُمَّةُ سَكْرَى
إنْ صَحَتْ تَصْحُلتشربْ
زمنٌ أغبرُ ، صرنا
فيه بالـ ( ج ز م ةِ ) نُضربْ
نحن للتاريخ مهدٌ
كيف منه اليومَ نُشطبْ ؟!
كيف صرنالا نساوي
شعْرةً ،
في رأسِ زينبْ .؟!
كُنْلها يا قبرُ مِنْ
هذا الفضاءِ الرَّحْبِ أرحبْ
و على ظهركدَعْها
يا جناح الخلدِ ، تركبْ
يا جنانُاستقبليها
و اهتفي :
أهلاً و مَرْحَب

 

 

قصيدة لروح الشهيدة

انفصل رأسها عن جسدها الطاهر ، وبقي الحجاب يزينه.

فإلى الفردوسالأعلى يا زينب ..

لا أرتضي الذل إن سارتْ له العربُ……من يألفِ النجمَ لاتعنو لـه التُـرَبُ

قلِ لليهودِ حمـامُ المـوتِ يعرفنـا……والأرضُتشهدُ والأسيافُ والكُـرَبُ

كم أطرقَ الليـل والآفـاقُترقبنـا……وأذعنَ الغيمُ وانزاحتْ لنا الحُجُـبُ

وتطربُ البيدُوالأفيـاءُ إن وطئـتْ……أقدامنـا وغبارُ الحـربُ يضطربُ

حتى البحارُلها شـوقٌ إذا اقتربـوا……والراسياتُ لهـا دمـعٌ إذا انقلبـوا

هـمُالهـداةُ لعمـر الله يحكمـهـم……وحيُ السماءِ وما جاروا ولوغضبوا

قلِ لليهـودِ ظـلامُ القهـرِ تمسحـهُ……نارُ الكرامة ُفيالأعمـاقِ تلتهـبُ

إن الأبـاةَ إذا مـا القهـرُ أعنتهـم……شدواالركائبَ فالأرمـاحُ فالعطـبُ

قلِ لليهـودِ جـدارُ الـذلتحطِمـهُ……ريـمُ الشهـادةِ لا سلـمٌ ولا لعـبُ

لا يعرفُ الذلأقواماً وقـد خطـروا……فوقَ السحائب والأمجادَ قـد ركبـوا

لا يعرفالذل أقوامـاً إذا سجـدوا……سيلُ الدموعِ من الإيمـان ينسكـبُ

لايعرفُ الذل أقوامـاً وقـد فتحـوا……أقصى البلاد ورايُ العُـزمنتصـبُ

لا يعرفُ الـذل أقوامـاً إذا سلكـوا……درب المنيةِ ما حادواومـا رغبـوا

إن الحيـاةَ بطعـمِ الـذلِ منقصـةٌ……فليهنأِ القـردُوالأنجـاسُ والذنـبُ

سـأزرعُ الأرضَ أشـلاءً ممزقـةً……وأحصدُ المجدبالأشـلاءِ فارتقبـوا

وأطلبُ العيشَ بالأعناقِ إذْقُطعـتْ……وأعْصِبُ الجُرحَ طعناتٍ فيعتصـبُ

ولْيَهنأِ النـذلُبالآمـال فـي دعـةٍ……وليخلدِ العربُ في الأوحالِ إن شجبوا

إني رجوتُإذا ما المـوتُ أترعنـا……كـأسَ النهايـةَ أن الـذلَّ ينحجـبُ

أنيمسحتُ غبارَ الذلِ عـن جسـدٍ……فكم تململ فـي الأغـلالِ ينتحـبُ

أنيكسرتُ سِـوارَ القهـرِ تُحكِمـهُ……كفُ اليهودِ ودمـعُ القهـرِمنسكـبُ

أني رفعتُ شعار العـزِ فـي زمـنٍ……يشقى بهِ العزُوالأمجـادِ تُغتَصـبُ

أني خضبتُ جبينَ الكونِ إنْ دفقـتْ……مسكُالدماءِ جبينُ الكونِ يختضِـبُ

عن الدناءةِ ريمُ الطهـرِ قـدأنفـتْ……هذي الكرامـةُ لا جـاهٌ ولا نسـبُ

زر الذهاب إلى الأعلى