الاحتلال يفجر منزل عائلة أبو حميد
“أيقونة الصمود”
“مش رح يكسرونا، هم بهدّوا واحنا بنبني”، بهذه الكلمات المقتضبة ردّت “أم ناصر حميد” على “الكيان الصهيوني” الذي هدم منزلها في مخيّم الأمعري برام الله فجر اليوم السبت، مستعيناٌ بعدد كبير من الجنود والآليات الذين بدأوا اقتحام المدينة بعد منتصف الليل.
وأمّ ناصر أبو حميد (72 عامًا)، استشهد ابنها عبد المنعم، الملقّب بـ “صائد الشاباك” عام 1994، بعد أن قتل الضابط في “الشاباك” نوعيم كوهين، فيما يعتقل الاحتلال ستة من أبنائها (ناصر ونصر وشريف ومحمود يقضون حُكمًا بالسجن المؤبد)، فيما جهاد معتقل إداريًا، أمّا إسلام (32 عامًا) فلا يزال موقوفًا حتى اللحظة، ويتوقّع أن ينال حكمًا بالسجن المؤبد، بعد أن اتهمته “إسرائيل” بقتل الجندي الإسرائيلي “رونين لوبرسكي” أثناء اقتحام المخيّم في أيار/ مايو الماضي، بإلقاء صخرة كبيرة عليه.
وبعد مقتل الجنديّ لوبرسكي على يد إسلام، وفق الاتهامات الصهيونيّة، قرر جيش الاحتلال هدم المنزل كاملًا بطوابقه الأربعة، رغم أن “إسلام” يقيم في أحدها، فيما تعود الطوابق الباقية لإخوته في مخيم الأمعري قرب رام الله.
وبعد منتصف الليلة الماضية، بدأت قوات عسكرية كبيرة، باقتحام مدينة البيرة من عدة محاور، بالآليات العسكرية ومشيًا على الأقدام، وحاصروا منزل العائلة الذي تحصّن فيه شبّان من المخيم، ونشطاء هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ومتضامنون أجانب.
وشرع الجيش بإخلاء المتضامنين والصحفيين الذين تواجدوا داخل المبنى، بالقوة، وأطلق تجاههم قنابل الصوت والغاز. وجرى تفجير الجدران الداخلية للمبنى، ثم أعاد الاحتلال تفجيره بشكل كامل بعد ذلك.
وقالت أم ناصر أبو حميد التي ظهرت وهي ترتدي الكوفية الفلسطينية، وتجلس قبالة منزلها المدمر: “البيت يروح أكيد مش أغلى من ولادي اللي قدمتهم، وطالما في احتلال رح نقاومه”، ووجهت حديثها لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالقول: “مهما عملت مش رح تخوّفنا”. ورفضت السيدة العيش في مكان آخر، وتقول إنها ستنصب خيمة على ركام منزلها وتعيش داخلها.