الإستشهادي نائل عربي موسي أبو هليل
في مثل هذا اليوم (21-11) من العام 2002م نجح الاستشهادي نائل عربي موسى أبو هليل من قرية دورا قضاء
الخليل المحتلة في اختراق الأمن الصهيوني وتنفيذ عملية استشهادية في مدينة القدس المحتلة وتحديدا في
الحي المسمى “حي كريات مناحيم”، حيث فجّر نفسه في حافلة كان يستقلها مستوطنون متطرفون ما أدى
إلى مقتل قرابة 15 صهيونيا وإصابة أكثر من 47 آخرين بجراح مختلفة.
شهيد بين السطور …
تنحدر جذور عائلة الشهيد نائل أبو هليل من قرية بيت عوا قرب الخليل وقد أتى مع والده إلى بيت لحم،
وعرف عن نائل في هذه الفترة بأنه شاب متدين ورع صموت لا يتكلم كثيرا، بالإضافة إلى أخلاقه العالية.
عمل نائل مع والده في سوق الخضار في بيت لحم بعد أن استأجر والده بسطة خضار وعمل معه نائل
لمساعدته في توفير حياة كريمة للعائلة كثيرة الأولاد.
وكان يترك بسطة الخضار لإقامة الصلاة جماعة في مسجد عمر بن الخطاب في ساحة المهد المسجد
الذي أقامه الخليفة الراشدي الثاني رضي الله عنه عندما فتح فلسطين ذلك الفتح التاريخي العظيم،
ولم يكن أحد يعرف حتى والده بان خلف وجه ابنه الطفولي هناك الكثير من الأسرار، وان هذا الشاب
الصموت هو أحد اسود كتائب القسام .
انتمائه للقسام …
وتلقى نائل تدريبه في إحدى الخلايا التي أقامها القائد علي علان، وبقي ينتظر دوره حتى تم اتخاذ
قرار بتنفيذه عملية في القدس المحتلة ردا على جرائم شارون التي لا تنتهي. يقول والده عزمي
أبو هليل ” قبل العملية بيوم أي يوم الأربعاء 20/11 صلى ابني الظهر في مسجد عمر بن الخطاب كما
كان يفعل دائما، وعندما عاد استأذنني في ترك البسطة للذهاب لرؤية أحد أصدقائه فآذنت له، ولم أره
من يومها “. ويضيف السيد عزمي ” بعد أن طال غياب ابني اتصل بي وطمأنني وقال لي بأنه سيضطر
للذهاب إلى شمال الضفة ليرى صديقه، وحاولت فيما بعد الاتصال معه على هاتفه الخلوي ولكن كل
محاولاتي فشلت “.
دهشة وغرابة
في يوم الخميس 21/11/2002م، تدافع المواطنون والصحفيون إلى منزل عزمي أبو هليل المتواضع في
بلدة الخضر بعد أن أعلنت المصادر الصهيونية ظهر ذلك اليوم أن ابنه نائل 23 عاما هو الذي نفذ العملية
المدوية في ذلك الصباح في القدس المحتلة وأسفرت عن مقتل 11 صهيونيا على الأقل وإصابة العشرات.
في ذلك اليوم ارتسمت الدهشة والفخر على وجوه أفراد العائلة والجيران وهناك في مكاتب الأجهزة الأمنية
الصهيونية كان الغضب يتصاعد والمفاجأة تعقد الألسن: كيف حدث هذا؟؟ وانكب رجال المخابرات الصهيونية
على كومة من الملفات لإعادة دراستها ووجهوا لبعضهم البعض تساؤلات : كيف حدث ما حدث بعد أن (نظفنا)
محافظة بيت لحم من (المخربين)؟ ورفع هؤلاء تقريرا إلى رئيس وزرائهم مجرم الحرب شارون خلا من المعلومات
غير الإشارة إلى مسؤولية حركة المقاومة الإسلامية حماس عن العملية وذلك بعد أن تبنت كتائب القسام العملية
في اتصالات هاتفية مع وسائل إعلام محلية.
واتخذ شارون قرارا عاجلا باقتحام محافظة بيت لحم وإلقاء القبض على قائد القسام فيها الشهيد علي علان
سواء كان هو المسئول عن العملية أم لا، وجاء شارون بنفسه ووقف في مستوطنة جيلو على مشارف بيت
لحم متفقدا قواته بعد أن وجه له نائل أبو هليل لكمة قاسية، فمن هو بطلنا هذا؟
وترجل الفارس
وفي اليوم التالي الخميس 21/11 كان عزمي أبو هليل يحمل صورة ابنه ويقف رابط الجأش أمام الحشود التي
أمت منزله في بلدة الخضر قائلا (أنا فخور بما فعل ابني، واحتسبه شهيدا عند الله، لقد أسعدني استشهاده،
واعتبره مجاهدا في سبيل الله ضد الكيان الصهيوني المجرم).
وفي فجر اليوم التالي كانت دبابات شارون تقتحم المحافظة ووجهتها ذلك المنزل المتواضع الذي خرج منه
الشهيد، أخرجت قاطنيه الذين يزيدون عن14 نفرا وهدموه، رغم أن والد نائل اخبرهم أن هذا المنزل هو مستأجر.
ولم يكن أحد من الجنود المكلفين بالهدم على استعداد أن يسمع، بل كانوا مزودين بأمر آخر وهو اعتقال والد
نائل نفسه، حيث تم اقتياده _رغم حالته الصحية المتردية _ إلى معسكر عتصيون الاستيطاني ثم إلى معتقل
عوفر قرب رام الله، بينما بقيت عائلته في العراء لا يستطيع أحد من المواطنين الوصول إليهم في ظل حظر التجول والحصار
اقرأ المزيد:الشهيد إياد جمال زيدان