الإستشهادي منذر حمدي ياسين
الميلاد والنشئة …
ولد شهيدنا القائد منذر حمدي ياسين بتاريخ 8/1/1971 في منطقة الزيتون شرق مدنية غزة وترعرع بين شوارع الحي وأزقته بين أسرته المتواضعه وتلقى تعليمه ودراسته الابتدائية في مدارس الزيتون الإبتدائية وإنتقل إلى مدرسة يافا في منطقة التفاح شرق مدينة غزة ليواصل تعليمه بالمرحلة الثانوية ومن هناك كانت بداية مشوار إنخراطه برحلة الكفاح الوطني الممذوجه بالتضحية والفداء .
مسيرته التعليمية والوطنية:
ومع دخوله مدرسة يافا كانت الإنتفاضة الأولى التي إنطلقت عام 1987م تدق أبوابها بحثاً عن كل شاب لديه الإستعداد والتضحية لأجل قضيته العادلة وكان شهيدنا القائد أو من إنخرط في صفوف الإنتفاضة وتجسدت مشاركاته من خلال تنظيم المسيرات الوطنية التي كانت دائماً تنتهي بمجابهة جنود الإحتلال الذين كانوا يسعون لتفكيك هذه المسيرات لما لها من تأثير إعلامي يضر بدولة الإحتلال خارجياً .
ومع دخول الإنتفاضة عامها الثاني واستثمار هذه الهبه الشعبية من قبل قيادة الثورة الفلسطينية بالخارج وعلى رأسها مهندس الإنتفاضة الأولى الشهيد القائد / خليل الوزير (أبو جهاد)الذي إستثمر هذه الهبه الشعبية لكي تصبح انتفاضة مستمرة لها أهدافها السياسية المستقبلية والتي تترسخ بدحر الإحتلال عن أرضنا ومقدساتنا وإقامة دولتنا المستقلة .
وفي العام 1997م قرر شهيدنا القائد إستكمال مسيرته التعليمية والذي توقفت عند الثانوية العامة بسبب الأوضاع الأمنية الصعبه وظروف الإنتفاضة الأولى وقام بالتسجيل بجامعة الأزهر بقطاع غزة وخلال دراسته لمادة القانون بالجامعة شارك شهيدنا بالعديد من فعاليات الشبيبة الفتحاوي داخل حرم الجامعة وحصل شهيدنا على شهادة البكلريوس في مادة القانون عام 2000م.
حياته الإجتماعية :
تميز شهيدنا القائد بشخصيته القويه وطيبة قلبه الذي مكنه من الوصول لقلب كل من تعرف عليه ورغم إن سنه لم يتعدى 28عام إلا إنه كان بمثابة شخصية إعتباريه لها إحترامها من الكبير قبل الصغير ونجح شهيدنا من خلال علاقته الطيبة بكافة شرائح المجتمع من حل الكثير من المشاكل الإجتماعية والعائلية في عائلته وخارجها والتي كانت السبب في تعرفه أكثر بالعديد من قادة العمل الوطني منهم الشهيد القائد جهادالعمارين (أبو رمزي)قائد ومؤسس كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح بالإضافة للشهيد القائد محمد كشكو (أبوكفاح) قائد لواء العاصفة في قطاع غزة .
المقاومة والشهادة :
ومع إنطلاق إنتفاضة الأقصى المباركة بتاريخ 29/9/2000والتي جاءت رداً على زيارة شارون للمسجد الأقصى وإنطلاق كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح شارك شهيدنا البطل في العديد من الهجمات الفدائية ضد الأهداف الصهيونية المنتشره في قطاع غزة وكانت البداية حينما إستهدف موظفة الجمرك الصهيونية التي كانت تعمل في معبر رفح مما أدى إلي مقتلها على الفور وتم الإعلان عن مقتلها من قبل إذاعة العدو كما شارك شهيدنا القائد بالعديد من عمليات إطلاق النار والإشتباك المسلح ضد قوات الإحتلال وخصوصاً في مفترق الشهداء قرب مغتصبة نتساريم سابقاً ومعبر كارني الواصل بين مغتصبة نتساريم والمنطقة الصناعية كما إنه كان يحضر بعض الوسائل القتالية لشباب الإنتفاضة أثناء المواجهات قرب معبر كارني شرق منطقة الشجاعية .
الأيام القليلة التي سبقت الشهادة:
جلس شهيدنا القائد لأكثر من مرة مع أحد الإخوة الأصدقاء الذي كانوا يعملون في جهاز الأمن الوطني لما يمتلك من معلومات عن جيش الإحتلال والتي حصل عليها بحكم طبيعة عمله القريب من مناطق الإحتكاك وذلك بهدف جمع معلومات أمنية تخص العملية وتوجه شهيدنا القائد لأكثر من مرة في رحلة رصد وإستطلاع لدراسة بعض المناطق وذلك لتحديد كيفية الهجوم والأسلحة والمعدات المستخدمة بالهجوم وأخيراً تم التركيز على الهدف ألا وهو عدد 2 جيب عسكري متمركزه على حاجز المطاحن قرب مغتصبة كفار داروم سابقاً وتعمل هذه الجيبات على تأمين حركة سير القوافل الصهيونية الخاصة بالمستوطنين من وإلي داخل المستوطنة .
يــوم الشهادة:
إنه فى تمام الساعة 12 ظهرا من يوم السبت الموافق11/11/2000م معاد تنفيذ العملية إستقل الشهيد /محمد المدهون السيارة وكان يجلس بجانبه الشهيد القائد / منذر ياسين للهدف وهو سيارتين عسكريتين من نوع جيب يقفان على فوق الجزيرة على مفقرق المطاحن من الجهة الشرقية يعملان على تأمين خروج ودخول المستوطنين من وإلي داخل مستوطنة كفار داروم أسرع السائق محمد المدهون وقام بالصعود بالسيارة فوق الجزيرة بجانب الهدف وبسرعة البرق قفز القائد منذر ياسين من السيارة وقام بإطلاق النار على أفراد الجيب الأول والثانى وإشتبك مع القوة الصهيونية لمدة عشرة دقائق على بعد 5أمتار مما أدى إلى مقتل ضابط الدورية برتبة رائد و مقتل آخر برتبة عريف وإصابة آخر وعلى الفور وبعد نفاذ ذخيرة القائد منذر ياسين قام العدو الصهيونى بإطلاق النار من داخل الموقع الصهيونى الواقع فى نفس المكان مماأدى إلى إستشهاد محمد المدهون داخل السيارة ويلتحق فيه الشهيد منذر ياسين بعد 3 دقائق تقريبا تاركاً خلفه أربعة أولاد لتأكد هذه العملية بأن حركة فتح دائما السباقة فى العمل الثورى والكفاحى.