الأهازيج الفلسطينية تتغنى بالشهداء
على مرّ السنين كانت الأغنيات الفلسطينية، بما فيها الدحية والزجل والسامر والعراضة فنًا أصيلًا تؤديه العشائر البدوية وأهالي القرى. وانطلق ممتدًا إلى مناطق مختلفة من فلسطين المحتلة وأنحاء أخرى، لكنّ ما يبدو ملاحظًا في الفترة الأخيرة ما يحتويه هذا الفن من قيم وأصالة ورسائل وطنية قويّة داعمة للمقاومة ونهجها.
وانتشرت أغنيات فلسطينية جديدة ما بعد الانتفاضة الثالثة تشرين أول 2015 “انتفاضة القدس”، فيها معانٍ وطنية داعمة للمقاومة ومتغنية بالفدائيين والشهداء الذين ارتقوا برصاص الاحتلال فداءً للوطن وأقصاه وأسراه، وكذلك عددًا من الفنون الأخرى التي لاقت رواجًا واسعًا وانتشارًا على ألسنة الكبار قبل الأطفال في الحارات والمدن والسيارات، محتلة مكانة لها بالمجتمع.
والشهداء كانوا شرارة الكلمة ولهيبها، ولطالما تغنّى الشعراء بهم وامتلأت بهم أهازيج وترانيم مليئة بالفخر والوطنية والسير على ذات الطريق، وانتشرت للغناء في الحفلات الخاصة والعامة، كما انتشرت تتردد كفنٍ خاص بفلسطين وأهلها وشهدائها.
ومما كان يتردد عن الشهداء الأوائل “حالف لأعيدك يا أرض بلادي، حالف لأعيدك، عَ نجم سهيل لأنصب رشاشي، على نجم سهيل ، في كرم التين لانصب رشاشي في كرم التين، وأحمد ياسين يا ربي ترحم أحمد ياسين، عَ جيال النار لأنصب رشاشي، عَ جبال النار وأبو عمار يا ربي ترحم أبو عمار، وهزت كيان “اسرائيل” دلال المغربية راح المزح وأجى الجد، ليلى نزلت على اللد، وأقسمت والله يمين لأنفذ عملية، وع سواحل تل أبيب نفذت عملية”.
كما وثّقت الأهازيج عددًا من العمليات الفدائية المميزة التي بقيت تاريخًا يتردد عبر الأجيال يدل على الفدائية والعروبة والفداء للوطن، كالتغني بعملية الخالصة التي نفذت في 1974.