شهداء فلسطين

الشهيد إيهاب حنني

قصة شهيد

إيهاب حنني (19 عاما) ابن بلدة بيت فوريك شرق مدينة نابلس شمال الضفة المحتلة، توجه يوم الجمعة (16-10) إلى الحاجز العسكري المقام عند مدخل البلدة، وليس في مخيلته سوى سيناريو واحد، أن يعود لوالديه شهيداً.

وكان لإيهاب ما أراد حينما أطلق قناص صهيوني رصاصة أصابت صدره خلال المواجهات العنيفة التي شهدها الحاجز، فارتقى شهيداً مودعاً الأهل والأحباب والأصحاب.

ويقول جهاد حنني، والد الشهيد إيهاب ل “قبل أسبوع أصيب برصاصة في فخذه، ولم ينتظر حتى شفائه التام، فخرج للمواجهات ولم يشفَ من إصابته بعد”.ويضيف والده بنبرة تعلوها اللوعة لفراق فلذة كبده: “اتصلت به مرات عديدة، وطلبت منه ألا يخرج للمواجهات، لكنه كان مصراً على الخروج، فقد كان يريد الشهادة ونالها، الله يرضى عليه ويتقبله”.

شهيد بالانتظار

ومنذ تفجر شرارة انتفاضة القدس بعملية إطلاق النار التي استهدفت مستوطنين عند أطراف البلدة على طريق مستوطنة “ايتمار” مطلع شهر تشرين أول، كانت كل تصرفات إيهاب تشير بوضوح إلى رغبته الجامحة بنيل الشهادة.

وكانت اعتداءات العدو ضد الفلسطينيين في القدس تزيد النار المضطرمة في قلب إيهاب وتزيدها استعاراً، ومع كل شهيد يرتقي بنيران العدو والمستوطنين، ومع كل صرخة فتاة فلسطينية ينتهك العدو كرامتها، كان إيهاب يزداد رغبة في الانتقام.

ويقول والده: “إيهاب كان يريد أن يستشهد فداء للأقصى ولشباب وفتيات الأقصى”.

ويضيف: إن “إيهاب كان طوال الوقت يتابع أخبار ما يجري بالقدس، وكان يتألم لما يراه، ولم يكن ليتحمل ذلك”.

عريس في الجنة

كغيرها من أمهات الشهداء، امتزجت لدى والدة إيهاب مشاعر الألم على فراقه بمشاعر الفخر والاعتزاز بابنها الشهيد.

وتقول والدة الشهيد: “إبني وكل الشباب فداء للوطن، أنا أم شهيد وفرحانة، صحيح أنني أبكي، ولكنني سعيدة بشهادته، فإيهاب استشهد فداء للوطن، إيهاب حبيبي الله يرضى عليه”.

ورغم ألمها، تبدو والدة إيهاب متفهمة لرغبة ابنها بالشهادة، فتقول: “إيهاب كان يشعر بالغضب وهو يسمع ويشاهد ما تتعرض له المرابطات بالمسجد الأقصى من اعتداءات وانتهاكات، ولم يكن ليرضى بهذا الذل، ولذلك قدم روحه من أجل الوطن”.

اعتزاز حنني، عمة الشهيد، والتي كانت تعامله كابن لها تستذكر ما كان يدور بينهما من أحاديث في الأيام الأخيرة، كانت تظن أنها من باب المزاح، ولم تكن تدرك ما يقصده إيهاب.

وتقول: “كان إيهاب يقول لي: راح تشوفيني عريس عن قريب يا عمتي، فأقول له: إن شاء الله يا حبيبي، الله يفرحني فيك”.وتضيف: “لم أكن أعلم أنه يريد أن يكون عريساً في الجنة.. الله يرضى عليه طلب الشهادة ونالها”.

غداً أجمل

ولأن حلم الشهادة كان يراوده بشدة في الأيام الأخيرة، قام إيهاب بتغيير صورة الغلاف لحسابه الشخصي على “الفيسبوك” إلى صورة يظهر فيها وقد كتب على ظهره “شهيداً شهيداً”، وكان آخر ما كتبه على صفحته الشخصية عبارة: “غدا أجمل بإذن الله”.

وعلى حاجز بيت فوريك، كان إيهاب يصول ويجول في الساعات الأخيرة له في هذه الدنيا، كمن يبحث عن شيء ما.

ويقول الشاب محمد وائل الذي شارك في المواجهات إلى جانب الشهيد إيهاب، أن “إيهاب كان في الصفوف الأمامية، وقد أبدى شجاعة منقطعة النظير في الاقتراب من جنود العدو”.

وبعد ساعات من الكرّ والفرّ، أصيب إيهاب برصاصة حية اخترقت أعلى صدره، فخرّ مثخناً بجراحه، ومنع جنود العدو أي أحد من الاقتراب منه، وتركوه ينزف على الأرض لبرهة قبل أن يسمحوا لرفاقه بنقله إلى العيادة الصحية في البلدة، بانتظار وصول سيارة إسعاف تنقله إلى مستشفيات مدينة نابلس.

زر الذهاب إلى الأعلى