أم الحيران تنتفض…فلسطين تنتفض
دم الشهيد يعقوب أبو القيعان سينتصر
لم ينتظر الشهيد يعقوب أبو القيعان صحفاً وعدسات كاميرات كي يتحدث إليها عن همجية الكيان الصهيوني. أسرع إلى قرية أم الحيران وهو يتابع خبر الاقتحام لهدم منازلها…جاء على ريح الإرادة كي يقف مع أهله وهو مدرس الرياضيات المعروف وصاحب السمعة الوطنية في أم الحيران..,.لكن رصاص الغدر والخوف كان بانتظاره ..,وهو الأعزل إلا من إرادة صلبة بعزم السنديان. جاء بسيارته إلى النقب – إلى قريته التي تواجه مخطط التدمير لإقامة مستوطنة فيها. جاء وقلبه يخفق إنا هنا باقون.
جنود يهوه كانوا يلوذون وراء سياراتهم والخوف يلفهم فأطلقوا رصاصهم الجبان إلى سيارته فأرتقى شهيداً.
ارتقى شهيداً في زمن مقاومة لا تنكسر, زمن الانتفاضة وفادي قنبر, زمن مواجهة أعتى آلة عسكرية, وهمجية لم يعرف لها التاريخ مثيلاً. زمن الانحطاط والتآمر على فلسطين وسوريا من أنظمة التواطؤ والعلاقات مع الكيان الصهيوني.
لم يكن يعقوب أبو القيعان ابن ام الحيران, ليترك أرضه في لحظة واحدة وهو الذي تربى في عائلة وطنية عرفت أن مواجهة الاحتلال الغاصب لأرضها لن تسكته جرافات القتل, عرفت مع أبناء قريته المواجهات المتواصلة في العراقيب ومخططات التهجير, فصمدت وواجهت بأجساد أبنائها أسلحة القتل على مرأى من عالم لم يحرك ساكنا.
في صبيحة يوم الاربعاء الدامي18- 1 في قرار هدم منازل قرية أم الحيران في النقب المحتل, لم يبق صغيراً وكبيراً إلا وتجمع في أم الحيران- جاؤوا من الناصرة من مدن بعيدة- جاؤوا ليقفوا مع أهلهم – وكانت ساعة الاشتباك حين أعطى رجال العصابات الصهيونية أوامرهم ببدء الهدم_. الأرض التي عشقت قلوب أبنائها تقطعت وهي تنزف دما ً في مشهد الهدم- لكن الحناجر والسواعد اشتعلت- اشتعلت في مواجهة تقول إن فلسطين ستنتفض كما انتفضت في يوم الأرض- ستنتفض في قراها ومدنها.
قصة أم الحيران وكل أرضنا التاريخية في فلسطين – هي قصة شعب لم يستسلم ولم يُدجن, بل ظل على عهد الشهداء في مواجهة مخططات الترانسفير والتهويد والتدمير.
دم الشهيد يعقوب سيشعل الأرض كما أشعل دم الشهداء في يوم الأرض – أشعل ثورة في وجه القتلة.
اليوم تنتفض فلسطين كل فلسطين في مواجهة مخططات التدمير لقرانا ومنازلنا…في قلنسوة الأرض ستواجههم… وفي أم الحيران سينتفض الشجر والحجر…سيشعل دماء الشهداء ثورة لن تنكسر.
اليوم تنتفض فلسطين…وستنتفض القدس والضفة…ستنتفض كل ذرة تراب تقول إن فلسطين عربية – عربية والاحتلال إلى زوال.
بقلم لينا عمر