“أمهات الشهداء ” روح القضية وريحانها
الأم الفلسطينية عظيمة وعظمتها انها تربي أولادها على حب الوطن والتفاني من أجل عزته وكرامته
والاستشهاد من أجل حريته ,تربيهم على عدم الخوف من الاحتلال وملاحقته ,تحثهم على مواجهته
أينما لاحت فرصه للمواجهة , يذهبوا للسجن براس مرفوعة اذا ما اعتقلوا ,تربيهم على الأقدام والمواجهة
والموت من أجل القدس والاقصى , هي كباقي الأمهات تقلق اذا ما غاب أحدهم طويلا , فالاحتلال لا يترك
فلسطيني دون اعتقال أو إعدام وأحيانا كثيرة يعتقله ويطلق سراحه وبعد فترة يعدمه , الأم الفلسطينية
حملت البندقية بعد مخاضها بأيام لتحمي أولادها وتدافع عن بيتها , الأم الفلسطينية اليوم هي فدائية
مقاتلة تصنع الصبر والثورة باعتبارها المداد الحقيقي لتستمر مسيرة النضال من اجل التحرر والاستقلال .
صعب على الأم الفلسطينية ويكاد يكون غير مقبول إذا ما استشهد ابنها البكاء والعويل والنحيب،
وصعب على كل أمهات الشهداء الفلسطينيين الحداد او ان يظهرن انهن منكسرات حزينات لفقدانهم
أبنائهم ورحيلهم شهداء، بيوت العزاء بيوت عرس وثورة، بيوت تبث فيها الأغاني الثورية ويحمل كل الرجال
البنادق تأكيدا على البقاء على عهد الشهداء بالا يلقي أحدا البندقية لتستمر المواجهة مع هذا المحتل الغاشم.
فخرهم بأبنائهم شهداء، أمر حير علماء النفس والخبراء الاستراتيجيين وعلماء البحث في طبيعة الانسان
وأساليب الحروب النفسية، لم يتخيلوا كيف تفقد الام ابنها الشاب وتزفه شهيدا وتشيعه على اكتافها كالرجال،
كيف تستقبله في بيتها معطرا بدم الشهادة وشرف النضال وعزة الرجال وكبرياء الفلسطيني الذي يرحل مقبلا
وليس مدبراً، امر قد يكون من الاساطير الثورية لكنه حقيقة تحدث كل يوم في الضفة ومع ارتقاء كل شهيد, انه
حال كل ام شهيد في وطني يا سادة الحروب.
أمهات الشهداء في هذه الانتفاضة الثالثة كما كل انتفاضة عنوان للصبر والثورة ’ حاميات للانتفاضة لتستمر
وتتعاظم المواجهة مع المحتل كل يوم يحتفلن بعرس ابنائهم الشهداء واستقبلهم وبنادقهم مزينة بدمائهم،
بالزغاريد والدموع يناشدن رفاق دربه بان يحافظوا على وصيته بالاستمرار في مقارعة المحتل والمستعمرين
حتى يرحلوا عن ارض فلسطين.
اقرأ المزيد:الشهيد محمد كزيد فيصل البسطامي
نموذج لكل النساء
كم من أخت أوصت كل النساء اللاتي حضرن لوداع الشهيد بعدم البكاء بل وداعه بالأغاني الثورية والزغاريد.
كثيرا ما كتبت الصحف وتحدثت تقارير الفضائيات الدولية والعربية عن أمهات الشهداء ونقلن مراسيم استقبالهن
ووداعهن لأبنائهم الشهداء في مشاهد لا تحدث الا في فلسطين ولا يمكن ان تحدث في مكان آخر غير فلسطين.
عرف العالم أن الأم الفلسطينية تتألم وتحزن وتبكي كأم لكن حزنها وبكائها يبقي حبيسا ولا يراه أحد إلا
ابتسامتها ولا يسمع أحد الا كلمات الرضي عن ابنها الشهيد وكلماته الأخيرة في حب الوطن و وصاياه للرجال
أمثاله , نعم تبكي وتتألم لكن في وحدتها، صبرها آيات وعبر لكل نساء العالم ,كل القادمون لتهنئتها
باستشهاد ابنها يهتفوا بصوت ثوري ” ريت أمي بدالك، يا ام الشهيد نيالك ” إنهم يصنعن الصبر والثورة
وتكبر الثورة بصبرهم وصبرهم حافز حقيقي لكل الشباب بالالتحاق بصفوف المقاومين والتدرب على مواجهة
المحتل دون خوف من الموت وإنما يتمنون الشهادة
صانعة الرجال
فخرهم بأبنائهم الشهداء وحفاظهم على عهد الثورة والمضي في طريق التحرر دفعهم لتشكيل تجمع لأمهات
الشهداء، أمهات كل شهداء المواجهات والعمليات الفدائية وشهداء التصدي لقوات الاحتلال المقتحمة للمدن
والقري في صورة هي فخر لكل فلسطيني علي وجه الأرض , يذهبن جميعا الي بيت عرس الشهيد ويجلسن
جميعا مع ام الشهيد فيكون المجلس كلة من أمهات الشهداء فتتمني من لم يستشهد ابنها أن يكون أحد أبنائها
شهيداً, تجمع أمهات الشهداء الفلسطينيين في الضفة أقوي تجمع ثوري عرفته الثورة حتي اليوم انه ليس
كحزب سياسي او فصيل نسائي لكنه إصرار على المقاومة واسقاط الاحتلال ,كل يوم يكبر كلما تصاعدت
جرائم الاحتلال والمعروف ان جرائم الاحتلال لن تتوقف الا بضراوة المقاومة واستمرار الثورة, هذا التجمع أربك
كثيراً حسابات المحتل ليثبت له مرة بعد الأخرى ان كل قوة جيشة وكل سلاح مؤسسته الحربية لن يكسر