عمليات جهادية

أسطورة الوهم المتبدد

من الذاكرة

 

بعد مرور عشرة أعوام على عملية هزت الكيان الغاصب وأكدت له بأن صاحب الحق أقوى من ألف باطل وأضحت كابوساً، يلاحق الصهاينة في أحلامهم فيقض مضاجعهم شعباً وحكومةً، ساسةً وعسكر، بل أثرت أكثر من ذلك في كونها أحدثت خلافات وانقسامات داخل المؤسسة الأمنية الصهيونية ،كون العملية نفذت بمهارة وتقنية عسكرية عالية المستوى تخطيطاً واداء ، بالرغم من وجود الإنذارات الساخنة حولها .

قضى قادة المقاومة الليل في التخطيط لكيفية الهجوم على قاعدة عسكرية صهيونية  في عملية أطلقوا عليها “الوهم المتبدد
يمر الوقت في النقاش والتخطيط , يعرض القائد عماد حماد على إخوانه القيام للصلاة والتضرع لله طالبين منه التوفيق, يصلون ويبتهلون, يبكون, يقنتون, وفي النهاية يقررون بعد صلاة الفجر وفي الساعة 05:15 من صباح يوم الأحد 29 جمادى الأولى 1427هـ الموافق 25-6-2006، التوجه إلى مواقع الإسناد والحماية التابعة للجيش الصهيوني على الحدود الشرقية لمدينة رفح.

التجهيز للعملية..
في تمام الساعة 05:15 من صباح يوم الأحد 25/06/2006 قام سبعة من المقاوميين ينتمون

لتنظيمات ألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكري للجان المقاومة في فلسطين و كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، بتنفيذ العملية التي أطلق عليها الوهم المتبدد وكان الهدف منها أسر أحد جنود موقع صهيوني  بالقرب من معبر كرم أبو سالم وقتل من فيه، وذلك ردا على مجموعة من عمليات اغتيال نفذتها قوات الإحتلال الصهيوني  كان آخرها اغتيال الأمين العام للجان المقاومة# الشهيد القائد جمال أبو سمهدانة.

وقد تم التجهيز لعملية الوهم المتبدد قبل موعدها بما يقرب من العام إذ تم إنشاء وحفر نفق طويل جدا يمتد من مكان ما في القطاع لمسافة 280 مترا (داخل الأراضي المحتلة)، ما يعني أن طول النفق لا يقل عن 400 متر بعمق 9 أمتار تحت الأرض. واستغرق التجهيز والإعداد للعملية ما يقارب أربعة أشهر فيما استغرق حفر النفق وتجهيزه ستة أشهر.

تنفيذ العملية ..

تم تقسيم المقاومين السبعة إلى ثلاث مجموعات، المجموعة الأولى قامت بتفجير دبابة الـ”ميركافاة 3″ المطورة باستهدافها بصاروخ مضاد للدبابات، فيما تحركت المجموعة الثانية تجاه ناقلة جند وزرعت عبوة ناسفة فيها وفجرتها ما أدى إلى تدميرها، وأما المجموعة الثالثة فقامت بالاشتباك مع ثلاثة عسكريين صهاينة داخل أحد الأبراج العسكرية قبل أن تدمره بقذيفة (آر بي جي)”. وفي هذا التوقيت حضرت تعزيزات عسكرية من جنود الاحتلال فاشتبكت معهم المجموعة الثالثة وأوقعت فيهم قتلى وإصابات فأصيب الاستشهادي محمد فروانة في قدمه ما حدا بزميله الآخر#الشهيد حامد الرنتيسي للتغطية عليه تمهيدا لخروجه فصعد إلى برج عسكري آخر واشتبك مع من فيه وفجر نفسه بين الجنود ـ من اثنين إلى ثلاثة جنود ـ بحزام ناسف كان على وسطه.

وفي تلك الأثناء نجحت المجموعة الثانية في مهاجمة دبابة صهيونية بالصواريخ وألقت عدة قنابل داخلها، فقتل قائد الدبابة وهو ضابط برتبة ملازم أول، وجندي آخر، كما أصيب جندي ثالث، فيما أسر الجندي الرابع وهو الجندي غلعاد شاليط. وبعد الانتهاء من العملية عاد المجاهدون إلى قطاع غزة سيرا على الأقدام على سطح الأرض، وليس عبر النفق، فقد أطلقوا صاروخا على السياج الأمني وبذلك فتحوا فيه فتحة كبيرة أتاحت لهم العبور السريع، ثم اختفت آثارهم، ولم تتمكن من التعرف على مسارهم حتى طائرات الهليكوبتر التي انطلقت إلى الجو فورا بحثا عنهم .

طوبى لمن ضحوا بأرواحهم ليأسروا ويوجعوا قلب المحتل ، وليضمنوا الخلاص والحرية للأسرى الذين طال انتظارهم وصبرهم في سجون الإحتلال ….

.

زر الذهاب إلى الأعلى